من كريسبيان بالمر
البندقية (رويترز) - بينما كانت البندقية تبسط سجادتها الحمراء لافتتاح مهرجانها السينمائي قبل أسبوع، كان المخرج إفجيني أفينيفسكي يسابق الزمن لإكمال فيلمه الوثائقي الواقعي عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
تمكن أفينيفسكي من الوفاء بالمهلة الزمنية القصيرة، لينطلق العرض الأول لفيلمه "حرية على النار: الكفاح الأوكراني من أجل الحرية" في البندقية يوم الأربعاء، ويصور بعمق ووضوح تأثير الصراع الراهن على المدنيين العاديين.
وقال للصحفيين "انتهى هذا الفيلم فعليا ليلة الثلاثاء/الأربعاء 31 أغسطس آب، لذا فأنتم ترون في الواقع شيئا من أرض الحرب مباشرة".
وعلى الرغم من أن المعارك لا تزال محتدمة داخل أوكرانيا، قال المخرج المولود في روسيا والذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية إن من الضروري البدء فورا في سرد قصص الحرب..
وأضاف "إذا لم نعرض على العالم اليوم ما يحدث في أوكرانيا بصورة دقيقة... فإننا نرتكب جريمة"، محذرا من أنه إذا لم يقف الجميع في وجه روسيا، فسوف تسعى قريبا لاستعادة أجزاء أخرى من إمبراطورية الاتحاد السوفيتي القديمة.
والفيلم الوثائقي هو متابعة لفيلم أفينيفسكي لعام 2015 الذي رُشح لجائزة الأوسكار "شتاء على النار"، والذي كان يتتبع احتجاجات الشوارع الحاشدة التي أدت إلى سقوط الرئيس الأوكراني المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014.
وقال أفينيفسكي "كنا نعتقد أن تلك كانت النهاية، لكنها في الحقيقة كانت مجرد بداية".
ولاقت أوكرانيا اهتماما كبيرا في مهرجان البندقية هذا العام منذ البداية، حيث ألقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي كلمة في حفل الافتتاح، ودعا القائمين على صناعة السينما إلى تسليط الضوء على الحرب. وقال "لا تديروا ظهوركم لنا... لا تقفوا على الحياد".
وارتدى عدد من الممثلين والمخرجين شارات أوكرانيا، وذهبت النجمة البريطانية تيلدا سوينتون إلى أبعد من ذلك، فصبغت شعرها باللون الأصفر وارتدت قميصا أزرق بلوني العلم الأوكراني، عندما عقدت مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء.
كما استغل ممثلو وفريق تصوير فيلم أوكراني آخر عُرض في البندقية، وهو "لوكسمبورج، لوكسمبورج"، جلسة تصوير لإبداء الدعم لمواطنيهم.
وكتب على لافتة رفعوها أمام المصورين "منذ بداية الغزو الروسي، يصير آلاف الأطفال الأوكرانيين (أيتاما) بلا آباء".
وقالت الصحفية ناتاليا ناجورنا، وهي واحدة من أبطال "حرية على النار"، إن ظهور الفيلم في مهرجان البندقية شيء من الخيال، بعد شهور من التغطية الصحفية من الجبهة الأوكرانية.
وأضافت "يحس المرء كأنك على كوكب آخر، حيث يشعر الناس بالسعادة ولديهم قناعة بأن الحرب لن تصل إليهم أبدا. نحن أيضا كانت لدينا مدن جميلة في أوكرانيا حتى دمرها الروس".
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)