من باريسا حافظي وجون أيريش وحميرة باموق
نيويورك (رويترز) - قالت إيران يوم الخميس إنها لا ترى أي جدوى من إنقاذ اتفاق 2015 النووي دون ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة منه مرة أخرى وإغلاق المفتشين الدوليين تحقيقات بشأن برنامج طهران الذري.
وفي إشارة إلى فشل المحاولات في الجمعية العامة للأمم المتحدة لحل الأزمة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "ما هي فائدة إحياء الاتفاق دون ضمان بأن الولايات المتحدة لن تنتهكه مرة أخرى؟".
وبعد اجتماع مع رئيسي يوم الثلاثاء في نيويورك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الكرة أصبحت الآن في ملعب إيران فيما يتعلق التوصل إلى اتفاق نووي معها".
لكن رئيسي ألقى في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون باللوم على الأطراف الأوروبية في الاتفاق والولايات المتحدة في عدم إحيائه.
وأضاف "كيف يتسنى أن يكون لدينا اتفاق دائم إذا لم تُغلق هذه التحقيقات؟ يمكن أن يكون لدينا اتفاق جيد إذا أوفى الأمريكيون والأوروبيون بالتزاماتهم".
وبالإضافة إلى البحث عن ضمانات، تريد الجمهورية الإسلامية أن تسقط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحقيقاتها المستمرة منذ سنوات بشأن آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران.
ورفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين ممارسة ضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإغلاق هذه التحقيقات ما لم تقدم إيران إجابات مرضية.
وأضاف "باختصار، وصلنا إلى طريق مسدود بسبب موقف إيران واعتقد أن موقفها غير منطقي بالمرة فيما يتعلق بما يطلبونه بخصوص تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن آثار اليورانيوم التي لا تفسير لوجودها".
وتابع "يطلبون منا ومن الدول الأوروبية الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام لإغلاق هذه التحقيقات،وهو أمر لن نفعله. نحن نحترم استقلال الوكالة الدولية ونزاهتها".
وقيد الاتفاق نشاط تخصيب اليورانيوم الإيراني ليجعل من الصعب على طهران تطوير الأسلحة النووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية.
ولكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، قائلا إنها لم تفعل ما يكفي للحد من أنشطة إيران النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وتأثيرها الإقليمي، وعاود فرض العقوبات التي شلت اقتصاد إيران.
وردا على ذلك، انتهك طهران الاتفاق من خلال إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وزيادة درجة نقائه وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
وبعد محادثات غير مباشرة على مدى شهور في فيينا، اقتربت إيران والولايات المتحدة في مارس آذار على ما يبدو من إحياء الاتفاق، لكن المفاوضات انهارت بسبب عقبات مثل مطالبة إيران الولايات المتحدة بتقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق مجددا وضمانات من وكالة الطاقة الذرية.
ولا يمكن أن يقدم بايدن مثل هذه الضمانات لأن الاتفاق تفاهم سياسي وليس معاهدة ملزمة قانونا.
وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية رافائيل جروسي يوم الأربعاء إنه يأمل في التحدث إلى المسؤولين الإيرانيين بشأن التحقيق، لكنه أصر على أنه لن يُغلق ببساطة.
وقال الدبلوماسيون الغربيون إنهم لن يتراجعوا عن هذه القضية، وإن على إيران اتخاذ القرار الصحيح.
(إعداد سلمى نجم وعلي خفاجي ومروة سلام للنشرة العربية)