من أحمد مصطفى
الريان (قطر) (رويترز) - أهدرت تونس فرصا خطيرة واكتفت بالتعادل دون أهداف مع الدنمرك بعد أداء حماسي بفضل الآلاف من جماهيرها الشغوفة في أولى جولات المجموعة الرابعة بكأس العالم لكرة القدم في قطر يوم الثلاثاء.
واكتست مدرجات استاد المدينة التعليمية، وسط حضور أكثر من 40 ألف مشجع، باللون الأحمر وأعلام تونس وبدا أن فريق المدرب جلال القادري يلعب على أرضه، لذا ضغط للهجوم في فترات طويلة بالمباراة أمام منافس رشحه كثيرون بأن يكون الحصان الأسود بالبطولة.
وقال القادري "عنصر الجمهور كان إيجابيا جدا بالنسبة لنا، من الناحية الذهنية منحنا دفعة هائلة ونتطلع لمشاهدة الجماهير تستمر في دعمها لنا.
"هذا ساعدنا حقا في المباراة، لكن من الناحيتين الخططية والبدنية كنا في حالة جيدة أيضا".
وربما نالت تونس دفعة معنوية إضافية بعد فوز السعودية الصادم 2-1 على الأرجنتين، في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كأس العالم، قبل دقائق من انطلاق اللقاء.
وألغي هدف للمهاجم عصام الجبالي، المحترف في الدنمرك، بالشوط الأول للتسلل، بينما أهدر لاعب الوسط عيسى ليدوني انفرادا بالحارس كاسبر شمايكل بغرابة في مطلع الشوط الثاني.
ولم يواجه أيمن دحمان حارس تونس اختبارا صعبا قبل تسديدة كريستيان إريكسن القوية في الدقيقة 69 وحولها إلى ركلة ركنية ببراعة.
لكن تونس عاشت لحظات مرعبة في الوقت بدل الضائع بعد لمس ياسين مرياح الكرة بيده أمام مرماه، لكن الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس لم يحتسب ركلة جزاء بعد مراجعة الفيديو، واحتفلت الجماهير التونسية كما لو كان هدفا لمنتخبها.
وغاب تأثير إريكسن، العائد للعب في بطولة كبرى لأول مرة منذ إصابته بأزمة قلبية في بطولة أوروبا 2020، في معظم الفترات وسط رقابة دفاعية محكمة على صانع لعب مانشستر يونايتد.
وقال كاسبر يولماند مدرب الدنمرك لمحطة (دي.آر) "لعبنا بتوتر مبالغ فيه وببطء شديد ولم نجد أنفسنا في الشوط الأول، في فترة ما دخلنا أجواء اللقاء لكن لم ننعم بالهدوء أو الثبات أبدا، حدث هذا في مرحلة لاحقة بالمباراة، لا شك أننا لعبنا بأقل من المستوى المطلوب".
وأضاف "التأهل من المجموعة أصبح معقدا لكن لم ينته الأمر، نحن مستمرون بالبطولة لكن كان من الممكن أن يتحسن الشعور اذا حققنا نتيجة أفضل".
وفي وقت لاحق يوم الثلاثاء تلعب فرنسا حاملة اللقب مع أستراليا بنفس المجموعة.
* تجاهل التوقعات
تجاهلت تونس التوقعات قبل المباراة التي اعتبرت فرصها الأضعف أمام فريق المدرب يولماند الذي يعيش فترة مثالية بعد مشوار رائع بتصفيات كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية ولم يخسر في تسع من آخر عشر مباريات دولية.
ووجه جمهور تونس صيحات استهجان باستمرار ضد لاعبي الدنمرك لإبعادهم عن التركيز، وبالفعل غابت خطورة زملاء إريكسن تقريبا في الشوط الأول.
وجاء أول تهديد تونسي بتسديدة لاعب الوسط محمد دراجر التي اصطدمت بمدافع برشلونة كريستيان إريكسن ومرت بجوار قائم شمايكل، وبعدها ألغي هدف الجبالي الذي أزعج دفاع الدنمرك كثيرا.
وكان يمكن للمتألق ليدوني التسجيل قبل نهاية الشوط الأول لكن الكرة مرت بجوار القائم بعد متابعة لركلة ركنية.
وأضاع ليدوني أخطر فرص تونس بعد أن انفرد بشمايكل من قبل خط المنتصف، لكنه اتخذ قرارا غريبا بالتمرير بدلا من التسديد.
وانتفضت الدنمرك في الرمق الأخير، وألغي هدف أندرياس سكوف أولسن للتسلل، ثم سدد كاسبر دولبرج ضربة رأس بجوار المرمى.
وتوغل إريكسن للأمام في ظهور نادر وسدد كرة خطيرة أبعدها دحمان ببراعة، ثم كانت تونس محظوظة بأن رد القائم كرة البديل أندرياس كورنيليوس.
وأرعب دحمان الجماهير حين سقطت الكرة من بين يديه بعد تسديدة بعيدة، ثم تنفست الصعداء عندما رفض الحكم احتساب ركلة جزاء على مرياح قبل صفارة النهاية.
وتخوض تونس الجولة القادمة أمام أستراليا يوم السبت، بينما تصطدم الدنمرك مع فرنسا.
(تحرير أشرف حامد للنشرة العربية)