من على صوافطة
جنين (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الخاصة الإسرائيلية قتلت سبعة مسلحين واثنين من المدنيين خلال اقتحام لمدينة تشهد قلاقل في الضفة الغربية المحتلة يوم الخميس مما يثير مخاوف من ظهور بؤر تصعيد جديدة بعد سقوط أكبر عدد للقتلى في مداهمة واحدة خلال سنوات من القتال.
وقالت السلطة الفلسطينية إنها أوقفت التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة والذي يُعزى إليه على نطاق واسع المساعدة في الحفاظ على النظام في الضفة الغربية ومنع حدوث هجمات على إسرائيل. وقد جمدت السلطة التعاون عدة مرات في علامة على الاحتجاج.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد الوضع رغم أنه أمر قوات الأمن "بالاستعداد لجميع السيناريوهات في مختلف القطاعات".
وتحدث وسطاء عرب ومن الأمم المتحدة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية أملا في نزع فتيل التصعيد بعد الاشتباكات في مدينة جنين وهي من مناطق شمال الضفة التي شهدت عمليات إسرائيلية مكثفة العام الماضي.
وسيتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية الأسبوع المقبل لمناقشة الموقف.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه أرسل القوات الخاصة إلى جنين لاعتقال أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي يُشتبه بأنهم نفذوا "عدة هجمات إرهابية كبرى" وخططوا لها وأن القوات أطلقت الرصاص على العديد منهم بعد أن فتحوا النار.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن اثنين من رجالها قُتلا خلال تصديهما لاقتحام مخيم اللاجئين في جنين وهو معقل للمسلحين تندر فيه مثل هذه المداهمات المتوغلة كثيرا في العمق.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن أربعة من المسلحين القتلى ينتمون لها وأعلنت حركة فتح مقتل أحد رجالها.
وأوضح سكان محليون أن المداهمة أسفرت أيضا عن مقتل رجل وامرأة من المدنيين.
وقالت القيادة الفلسطينية التي اجتمعت لمناقشة اقتحام جنين، في بيان، "نعتبر أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم يعد قائما اعتبارا من الآن".
وقالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، إنهم يضغطون من أجل تهدئة التوترات وإنه يجب تعزيز التنسيق الأمني وليس وقفه.
* رصاص وانفجارات وحجارة
وقال دبلوماسيون إن الإمارات والصين وفرنسا طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع مغلق يوم الجمعة بشأن العنف.
وترددت أصوات إطلاق الرصاص خلال الاشتباك الذي استمر ثلاث ساعات عبر أزقة المخيم الضيقة كما ألقى شبان الحجارة على مركبات للجيش الإسرائيلي. ودوت أصوات انفجارات بين الحين والآخر عندما فجر مسلحون قنابل بدائية. ولم يسقط قتلى في صفوف القوات الإسرائيلية.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية وانقشاع الدخان والغاز المسيل للدموع، تدفق سكان المخيم، الذين احتموا من الاشتباكات، للتحقق من الإصابات. ولحقت أضرار جسيمة بمبنى من طابقين كان محور القتال.
وعلى صعيد منفصل قال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن فلسطينيا قُتل خلال اشتباك مع أفراد أمن إسرائيليين في مدينة رام الله. ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم شرطة الحدود الإسرائيلية للتعليق على التقرير.
وتصاعد العنف منذ سلسلة من هجمات الشوارع التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل في مارس آذار وأبريل نيسان. وساهم الجمود الدبلوماسي الراهن في حشد الدعم لحركتي حماس والجهاد الإسلامي اللتين لا تقبلان بوجود إسرائيل مع تولي حكومة جديدة بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة حيث يعارض بعض أعضائها قيام دولة فلسطينية.
وقال مسؤول في الجهاد الإسلامي لرويترز إن الحركة تواصلت مع وسطاء دوليين وأبلغتهم أن ما يحدث في جنين هو حرب إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأن الأمر لن يتوقف عند جنين محذرا من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى تصعيد في أماكن أخرى. وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في بيان إن "رد المقاومة لن يتأخر".
وذكر تور ونزلاند، وهو وسيط تابع للأمم المتحدة، على تويتر إنه يتواصل كثيرا مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية "لخفض التوتر واستعادة الهدوء وتجنب المزيد من الصراع".
ولم يشر المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم يجرون محادثات هدنة. وأثنى وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير على القوات الإسرائيلية التي شاركت في اقتحام جنين قائلا "أي إرهابي يحاول إلحاق الأذى بأفرادنا عليه أن يعلم أن دمه مهدر".
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 30 فلسطينيا على الأقل، بينهم مسلحون ومدنيون، قُتلوا بأيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ أول يناير كانون الثاني.
(تغطية إضافية سايمون لويس - إعداد ياسمين حسين ورحاب علاء ومحمد محمدين ومحمود سلامة للنشرةالعربية - تحرير محمود عبد الجواد)