🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

حشايا ومستندات وأجهزة كهربائية.. أتراك يغامرون لإنقاذ بقايا حياتهم السابقة

تم النشر 21/02/2023, 21:09
© Reuters. رجل يسير بالقرب من أنقاض مبان منهارة في أعقاب زلزال مدمر في أنطاكيا بإقليم هاتاي في تركيا يوم الثلاثاء. تصوير: ثائر السوداني - رويترز.
USD/TRY
-
EGX30
-

أنطاكية (تركيا) (رويترز) - خاطر الناجون من الزلزال في تركيا بالعودة إلى منازلهم المتضررة أو المنهارة في محاولة أخيرة لاستعادة ما يمكنهم إنقاذه من حياتهم السابقة، قبل ساعات من زلزال مدمر آخر ضرب المنطقة يوم الاثنين.

ورأت رويترز عشرات الأشخاص يتسلقون أكواما من الأنقاض ويحاولون التسلل عبر الشقوق في الجدران ويخطون على السلالم المتكسرة لاستعادة مستنداتهم وأثاثهم وأجهزتهم الكهربائية، وأي شيء من شأنه مساعدتهم في بدء حياتهم من جديد.

وبعد أسبوعين من زلزال أول عنيف ضرب تركيا وسوريا، رحل أغلب سكان أنطاكية أو لاذوا بالملاجئ للاحتماء. وحينما ضرب زلزال جديد المدينة الواقعة في جنوب تركيا يوم الاثنين، أفادت وسائل الإعلام المحلية بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في أثناء محاولاتهم استعادة ممتلكاتهم.

وقال ياسر بيرقجي (28 عاما)، ويعمل في لحام أنابيب الغاز الطبيعي، "نحاول إنقاذ ما نملك لأن الدمار هائل… لا نعلم حتى الآن أي نوع من التعويض ستوفره لنا الدولة".

وفقدت أسرة بيرقجي ابنة من بين 15 ابنا وابنة في زلزال السادس من فبراير شباط. وواروا جثمانها التراب عند العثور عليه تحت الأنقاض بعد ستة أيام من الزلزال.

وأضاف بيرقجي "لا يمكننا إعادة الموتى إلى الحياة. ولكن لأننا نجونا، نحاول إخراج أي شيء متبق".

وعاد بيرقجي وستة من أقاربه لمساعدة أخيهم في استعادة متعلقاته من شقته. وعبأوا أكياس القمامة وأجولة السماد بالمتعلقات الأصغر حجما. وفي الداخل، كانت أبواب خزانة المطبخ مفتوحة على مصارعها والطلاء متقشرا على الجدران.

وأخرجوا من خلال نافذة مفتوحة في شقة الطابق الثاني، والتي يمكن دخولها الآن باعتلاء كومة من أنقاض مبنى ملاصق، حشية (مرتبة) وأرائك وغسالة على ظهورهم محاولين ألا يتعثروا فوق قطع الخرسانة في ظل سيرهم منتعلين أحذية خفيفة (صنادل). وقال أحدهم "ببطء، ببطء".

وسيتم تخزين المتعلقات في منزل للأسرة يقع بقرية قريبة، ويعتقد ييرقجي أنه آمن. وقال "بنيناه بأيدينا، لذا نثق به من جميع النواحي".

- تلفزيونات ومناشف مرحاض

في حي آخر من أحياء أنطاكية، كان كنان المصري (30 عاما)،ويعمل في مجال الترجمة، يأمل في استرداد بعض المدخرات وجوازات السفر وشهادات الميلاد من شقته. ويداوم العودة إلى شارعه كل يومين بعد الزلزال الأول، ولكن السلطات أخبرته بأن دخول الشقة خطر للغاية.

وتضرر المبنى ذو الواجهة المغطاة بالقرميد الأرجواني، الذي أنشأه مع أقاربه لتسكن فيه سبع أسر، ولكنه ما زال قائما وما تزال أُصُص النباتات موضوعة بشكل عمودي على الشرفات.

وقال كنان "استثمرنا كل شيء لدينا في هذا المبنى. والآن، أصبح مهيئا للهدم".

وعلى الرغم من سلامة جميع أقاربه، قال إنه يفتقد الحي حيث سُويت أغلب المباني بطول شارعه بالأرض وتحولت إلى أنقاض.

وتحمل المباني التي ما زالت قائمة على جدرانها المتشققة أرقام هواتف وأسماء ليتسنى للسلطات التواصل مع المقيمين كلما دعت الحاجة.

وبدت شقق كثيرة وكأن الزمن توقف فيها على لحظة واحدة، حيث ما زالت التلفزيونات معلقة على الحوائط والمناشف مكدسة في خزانات المراحيض المفتوحة والأرائك ما زالت في غرف المعيشة.

وفي شارع قريب، جلست أسرة فوق مرتبة محاطة بكوم من الأطباق والسجاجيد وفرن. واستأجروا رافعة لإنزال أثاثهم الثقيل وكانوا يتفاوضون في السعر مع مشغل الرافعة.

فقال المشغل "الوضع في غاية الخطورة"، ليرد عليه فرد غاضب من أفراد الأسرة "ما زلنا نريده".

- صفر اليدين

قال بلال إبراهيم (34 عاما)، ويعمل ميكانيكيا، إنه نجا من الزلزال الأول مع زوجته وأبنائهما، ولكن أخاه قُتل في الزلزال.

وابن أخيه الرضيع، الذي نُقل في سيارة إسعاف بعدما انتُشل من تحت الأنقاض، ما زال مفقودا، ويتنقل إبراهيم من مستشفى إلى آخر بحثا عنه.

ويوم الاثنين، كان إبراهيم، الذي يعمل فني إصلاح سيارات ويبلغ من العمر 34 عاما، يربط سيارته الحمراء المتكسرة من نوع سوزوكي طراز ماروتي بسيارة أخيه المتوفى باستخدام سلك معدني عثر عليه بين الحطام.

وقال إن الشقة التي كان يعيش فيها مع أسرته منذ سبعة أعوام تقرر هدمها، ولا يمكنه الدخول لاستعادة أي شيء.

وتابع "أهم شيء أن أسرتي سالمة"، محاولا أن يكبح دموعه. وأضاف "فقدان أخي، إنه كأنني فقدت العالم بأسره".

ووقف جوكان كارادينيز (33 عاما) يتطلع إلى شقته بالطابق الأرضي في أنطاكية لأول مرة منذ الزلزال الأول. وكادت الجدران تكون مكشوفة تماما لدرجة أنه كان بوسعه رؤية الأريكة ذات اللون الزيتوني المغطاة بالتراب مقلوبة على جانبها.

© Reuters. رجل يسير بالقرب من أنقاض مبان منهارة في أعقاب زلزال مدمر في أنطاكية بإقليم هاتاي في تركيا يوم الثلاثاء. تصوير: ثائر السوداني - رويترز.

وقال إنه كان يأمل أن يستعيد بعض المتعلقات قبل أن تهدم السلطات المبنى، لكن دخول المبنى شيء خطير للغاية.

وبعد النظر مليا والتحديق في المبنى لبضع دقائق، عاد كارادينيز إلى السيارة وقادها متجها إلى بعيد وهو صفر اليدين.

(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.