من إميلي روز
القدس (رويترز) - غادرت يائيل دروري أخصائية العلاج بالدراما مدينة القدس الصاخبة قبل 16 عاما لتعيش في موقع استيطاني غير معترف به في الضفة الغربية المحتلة. وعندما كانت شابة، شاركت في حركة المستوطنين الإسرائيليين التي تدعم المجتمعات الجديدة في الضفة وتحتج على فك الارتباط الإسرائيلي من التجمعات اليهودية في غزة.
وانتقلت دروري (38 عاما) إلى الضفة الغربية بدافع أيديولوجي. واحتفلت في الأسبوع الماضي عندما أصبحت مستوطنة جفعات هاريل واحدة من تسع مستوطنات اعترفت بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية بأثر رجعي.
وقالت "ظننت أنه شيء وعدوا به لكنه لن يحدث أبدا. لقد كانت مفاجأة جيدة جعلتني سعيدة".
وتصاعد العنف في الضفة الغربية خلال العام المنصرم مع وقوع اشتباكات متكررة بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين. وأثار قرار الاعتراف بالمستوطنات، الذي قالت الحكومة إنه رد على الهجمات الفلسطينية، إدانة من الأمم المتحدة.
ولا تعترف معظم القوى العالمية بشرعية المستوطنات المبنية على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وترفض إسرائيل ذلك وتعزو قراراتها إلى روابط توراتية وتاريخية وسياسية بالضفة الغربية فضلا عن مصالح أمنية.
وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا رسميا يوم الاثنين عبر فيه عن "قلق شديد" بشأن الاعتراف بالمواقع الاستيطانية بأثر رجعي في 12 فبراير شباط قائلا إن القرار "يهدد بشكل خطير حل الدولتين على أساس حدود 1967".
وهذا البيان هو أول إجراء تسمح الولايات المتحدة، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، للمجلس باتخاذه ضد حليفتها إسرائيل منذ ست سنوات.
* "حلم تحقق"
وتقول حركة السلام الآن، وهي منظمة غير حكومية تراقب التوسع الاستيطاني، إن 132 مستوطنة شُيدت في الضفة الغربية مع وجود 147 موقعا استيطانيا آخر غير قانوني بموجب القانون الإسرائيلي. وفي السنوات القليلة الماضية، أقام مستوطنون عشرات المواقع الاستيطانية دون تصريح حكومي. وهدمت الشرطة بعضها فيما جرى الاعتراف بأخرى بأثر رجعي.
وفي حين رأت القوى الغربية أن خطوة الاعتراف مثيرة للقلق، يقول السكان إنها تظهر ببساطة أن السياسة الإسرائيلية تعترف بالحقائق التي تتغير على الأرض واحدة تلو الأخرى.
وتأسست مستوطنة جفعات هاريل عام 1998 وتسكنها الآن نحو 90 أسرة.
وبالنسبة للسكان، كان الاعتراف الإسرائيلي حلما تحقق.
وقالت واحدة من السكان وتدعى موريا تاسان "لم نفكر أنه قد يحدث بهذه السرعة. وعندما أدركنا الأمر فجأة، كان ذلك في الساعة العاشرة أو الحادية عشر ليلا.. غمرتنا الحماسة والسعادة واجتمعنا في اليوم التالي ورقصنا وأنشدنا الأغاني".
ويقول فلسطينيون إن الاعتراف بالمستوطنات وتطبيع أوضاعها سيعرقل جهود السلام الأمريكية والعربية وسيؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد.
وفي انتصار آخر لحركة المستوطنين، حصل وزير إسرائيلي يميني متطرف على مسؤوليات بخصوص مستوطنات يهودية في الضفة الغربية يوم الخميس وقال إنها تشمل جعل وضعها القانوني أقرب لوضع المجتمعات داخل إسرائيل.
وبموجب التقسيم الجديد للسلطات، "ستتم مواءمة التشريعات المتعلقة بكل أوضاع المدنيين (في المستوطنات) مع القانون الإسرائيلي" بدلا من تصنيفها لتكون تحت سلطة الجيش.
ويقول منتقدون ومنظمات لحقوق الإنسان إن هذا الأمر يجعل وضع المستوطنات طبيعيا.
ولن تردع الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي المستوطنين مثل تاسان التي تقول إنها شهدت موجات عنف طيلة حياتها.
وتقول "الخوف لا يحكم حياتنا.. هذه هي حياتنا وهذا هو وطننا".
(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)