من ليفتريس باباديماس وميشيل كامباس
لاريسا (اليونان) (رويترز) - قالت السلطات يوم الخميس إن حصيلة الوفيات جراء أسوأ حادث قطارات باليونان سترتفع لأكثر من 46 قتيلا تأكدت وفاتهم، إذ ما زال عشرة أشخاص في عداد المفقودين.
واجتاح الغضب أنحاء البلاد وسط تساؤلات عن كيفية تصادم قطارين وجها بوجه على المسار نفسه، وقالت الحكومة إنها ستبذل قصارى جهدها للتأكد من عدم تكرار مثل هذا الحادث.
وخرجت عربات القطار عن مسارها وتحطمت عربتان تماما، بينما أحاطت النيران بعدة عربات أخرى حينما اصطدم قطار ركاب فائق السرعة على متنه 350 راكبا بقطار بضائع بالقرب من مدينة لاريسا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وقال يانيس أويكونومو المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي "جميعنا محطمون بسبب هذا الحادث المفجع".
وأضاف "الخسارة والصدمة التي سببها هذا الحادث، والصدمة البدنية والنفسية للناجين، والغضب العارم لهذا البلد، من العسير التعامل مع هذا، وخصوصا في الوقت الراهن".
وفي ظل مطالبة كثيرين في اليونان بتقديم إجابات، واصل رجال الإنقاذ يوم الخميس تمشيط عربات قطار محترقة ومحطمة بحثا عن مزيد من ضحايا.
وقال كونستانتينوس إماميديس، رجل الإنقاذ البالغ من العمر 40 عاما لرويترز في موقع الحادث على بعد 210 كيلومترات شمالي أثينا "أصعب لحظة هي هذه، حين يتعين علينا انتشال الجثث بدلا من إنقاذ الأرواح".
وأضاف "درجات الحرارة التي بلغت 1200 درجة وأكثر في العربات لا تسمح لأي شخص بالنجاة".
وبالقرب من موقع الحادث، كان شقيقان يبكيان، وقال سوكراتيس بوزوس (33 عاما) إنهما أتيا أملا في معرفة أنباء عن أبيهما، بعدما لم يتمكن المستشفى من تزويدهما بمعلومات عما إذا كانت جثته انتُشلت.
ومن أجل التعرف على هوية بعض الضحايا، كان على الأقارب، ومن بينهم الشقيقان بوزوس، أن يقدموا عينات من الحمض النووي في أحد المستشفيات في لاريسا.
وصاح أحد الأقارب أمام المستشفى "على أحد الأوغاد أن يدفع ثمن هذا".
والعديد من الضحايا من طلاب الجامعات العائدين إلى ديارهم بعد قضاء عطلة. وأُصيب العشرات في الحادث.
* احتجاجات
رشق متظاهرون مكاتب شركة القطارات في أثينا بالحجارة مساء يوم الأربعاء قبل تفريقهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقتها شرطة مكافحة الشغب. كما اندلعت احتجاجات في سالونيك.
وتوقفت خدمة القطارات يوم الخميس مع إعلان عمال السكك الحديدية إضرابا عن العمل احتجاجا على ما وصفته الاتحادات برفض الحكومات المتعاقبة الاستماع إلى مطالب متكررة لتحسين معايير السلامة.
ووعدت الحكومة بإجراء تحقيق شامل. وقال أويكونومو إن السلطات ستبحث أيضا في أسباب الحادث و"التأخيرات المزمنة" في تنفيذ مشروعات السكك الحديدية.
واستقال وزير النقل كوستاس كارامانليس يوم الأربعاء على خلفية الحادث. وقال جيورجوس جيرابيتريتيس الذي سيخلفه في المنصب إنه سيتولى مهامه يوم الخميس وسيستهلها بالتحقيق في الكارثة وتحديث منظومة السكك الحديدية المتهالكة.
* تحقيق
ألقي القبض على رئيس محطة قطار لاريسا يوم الأربعاء ومثل أمام قاض يوم الخميس. وقال أويكونومو إن الرجل، الذي لم يتحدث علنا، اعترف بأنه مذنب في تهمة الإهمال.
وقال نيكوس تسوريديس، وهو مدرب سائقي قطارات متقاعد، إن الخطأ البشري لا يفسر ما حدث تفسيرا كاملا.
وأضاف "أخطأ رئيس المحطة واعترف بذنبه، لكن من الأكيد أن ثمة آلية سلامة يمكن الرجوع إليها".
وباعت اليونان شركة السكك الحديدية ترينوز لشركة فيروفي ديلو ستاتو إيتالياني الإيطالية في 2017 في إطار برنامج الإنقاذ الدولي، وتوقعت استثمار مئات الملايين من اليورو في البنية التحتية للسكك الحديدية في السنوات المقبلة.
والشركة الإيطالية مسؤولة عن قطارات الركاب والشحن بينما تتولى الدولة اليونانية مسؤولية البنية التحتية.
(إعداد رحاب علاء ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)