من فيديريكو ماتشيوني
روما (رويترز) - نقلت السلطات الإيطالية إلى شواطئها يوم الاثنين 17 مهاجرا بعد إنقاذهم إثر أحدث الحوادث القاتلة لغرق القوارب في البحر المتوسط في وقت تواجه فيه إيطاليا انتقادات بسبب نهج معالجتها للأزمة.
وقالت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) إن من تم إنقاذهم نُقلوا إلى بلدة بوزالو في صقلية وإنهم جميعا من بنجلادش.
وقالت قوات خفر السواحل الإيطالية إنها تعتقد أن 30 شخصا لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب أبحروا على متنه من ليبيا وسط طقس سيء.
تأتي المأساة بعد غرق قارب في 26 فبراير شباط على مقربة من منطقة كالابريا في جنوب إيطاليا، وهو الحادث الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 79 شخصا.
وحملت مبادرة "هاتف الإنذار" الخيرية التي تستقبل اتصالات قوارب المهاجرين التي تواجه صعوبات إيطاليا المسؤولية عن ذلك بسبب إحجامها عن إرسال خفر السواحل رغم إبلاغهم عدة مرات يوم السبت أن القارب يواجه مشكلة.
وقالت في بيان مساء الأحد "من الواضح أن السلطات الإيطالية كانت تحاول التهرب من نقل الأشخاص إلى إيطاليا، وتلكأت في التدخل حتى يصل ما يسمى بخفر السواحل الليبي وإعادة الناس قسرا إلى ليبيا".
وقال خفر السواحل الإيطالي إن القارب انقلب خارج منطقة البحث والإنقاذ الإيطالية، وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني إن روما تبذل كل ما وفي وسعها لتجنب تعرض القوارب لحوادث.
* لا قوارب لخفر السواحل
قالت منظمة (ميديترانيا سيفينج هيومانز) الخيرية إن القارب كان يبحر في اتجاه إيطاليا وانقلب على بعد 110 أميال إلى الشمال الغربي من بنغازي.
وجاء في نص محادثة هاتفية نشرتها جمعية سي-ووتش الخيرية الألمانية، أن ضابطا مناوبا في المركز الليبي لتنسيق الإنقاذ المشترك قال إنه حينذاك لم تكن هناك زوارق خفر سواحل يمكن إرسالها من بنغازي.
وقال خفر السواحل الإيطالي في بيانه إن روما طلبت من السفن التجارية المتواجدة في المنطقة الانضمام إلى عمليات الإنقاذ.
وأشار البيان إلى أن القارب انقلب خلال محاولة لنقل المهاجرين إلى السفينة التجارية (فرولاند) صباح الأحد.
وأصبحت قدرة إيطاليا على إنقاذ المهاجرين من البحر مثار انتقادات في أعقاب حادث الغرق الذي وقع الشهر الماضي، مما يزيد الضغوط على الحكومة اليمينية التي تولت مهامها في أكتوبر تشرين الأول الماضي بعدما تعهدت بالحد من تدفق المهاجرين.
وبدلا من ذلك، ارتفع عدد الوافدين، حيث وصل أكثر من 20 ألف شخص إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ بداية هذا العام، أي أكثر من ثلاثة أمثال نحو 6150 شخصا وصلوا في الفترة نفسها من العام الماضي وفقا للأرقام الرسمية.
ووصل أكثر من 4500 شخص إلى إيطاليا في الفترة من التاسع إلى 11 مارس آذار فقط.
وقالت الحكومة الإيطالية يوم الاثنين إن مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة المتهمة بالعمل في عدد من الدول الأفريقية ومنها ليبيا هي المسؤولة عن زيادة محاولات العبور كجزء من استراتيجية موسكو للرد على الدول الداعمة لأوكرانيا.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد محمدين ومحمد عطية ومروة غريب للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)