بروكسل (رويترز) - تعهد المانحون المشاركون في مؤتمر ينظمه الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بتقديم سبعة مليارات يورو (7.5 مليار دولار) للمساعدة في إعادة إعمار (DFM:EMAA) تركيا بعد الزلازل المدمرة التي ضربتها الشهر الماضي، في الوقت الي قدرت فيه أنقرة الخسائر بأكثر من عشرة أضعاف هذا الرقم.
كان زلزال السادس من فبراير شباط وتوابعه أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها تركيا في العصر الحديث وأودى بحياة أكثر من 56 ألف شخص في كل من تركيا وسوريا المجاورة. واستضاف الاتحاد الأوروبي والسويد المؤتمر يوم الاثنين لحشد الدعم.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون "وصل إجمالي التعهدات اليوم إلى سبعة مليارات يورو".
وأضاف أن الأموال "ستساعد الأشخاص الذين تدمرت حياتهم في غضون ثوان ودقائق" وتعطي الأمل "في أن استعادة الكرامة والحياة اليومية أمر ممكن".
وتشمل التعهدات تقديم المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، مليار يورو، سيجري توفير نصفها عبر بنك الاستثمار الأوروبي، وهو الجهة المعنية بالإقراض في الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن بلادها ستزيد حجم مساعداتها للمتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا إلى المثلين لتصل إلى 240 مليون يورو.
وستنفق المفوضية 108 ملايين يورو أخرى على المساعدات الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والرئيس السوري بشار الأسد على خلفية الحرب التي اندلعت بالبلاد في 2011.
وقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "إجمالي العبء المالي لكارثة الزلزال" في تركيا بنحو 103.6 مليار دولار، وقال إن ذلك يعادل ما يصل إلى تسعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للبلاد في 2023.
وتشير تقديرات البرنامج إلى أن نحو 3.3 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم ويعيش معظمهم الآن في ملاجئ مؤقتة. وأضاف البرنامج أن هناك نحو 650 ألف منزل بحاجة لإعادة البناء.
* إعادة بناء المنازل
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة عبر الاتصال المرئي أمام المؤتمر المنعقد في بروكسل، إن خسائر الزلزال بلغت 104 مليارات دولار، مضيفا أن تركيا ستعيد بناء 319 ألف منزل في العام الأول.
وقال أردوغان "ليس من الممكن لدولة واحدة أن تتصدى لأزمة بهذا الحجم بمفردها... لن ننسى أبدا التضامن الذي أظهره جميع أصدقائنا... في هذه الأيام الصعبة".
ولطالما اتهم الاتحاد الأوروبي أردوغان بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، كما أن علاقات الاتحاد مع تركيا متوترة بسبب قمع أنقرة للمعارضة في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016. ومؤخرا، عرقلت تركيا محاولة السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن الاتحاد الأوروبي قال إنه حشد مساعدات فورية تقدر قيمتها بالملايين، وأرسل أكثر من 1500 من رجال الإنقاذ بعد الزلزال إلى تركيا التي تستضيف أيضا عدة ملايين من اللاجئين السوريين.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن المؤتمر شارك به نحو 400 من الجهات الدولية الفاعلة من بينها دول ومنظمات إقليمية وجماعات غير حكومية. ولم يوجه الاتحاد دعوة للسلطات السورية أو السلطات الروسية المتحالفة معها.
وفرض الاتحاد الأوربي عقوبات واسعة على دمشق، وقال إنه سيمول فقط المساعدات الإنسانية وجهود التعافي المبكر ولكن ليس جهود إعادة الإعمار الشاملة طالما لا يوجد حوار سياسي بين الأسد ومعارضيه.
وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تكاليف التعافي في سوريا بنحو 14.8 مليار دولار، قائلا إن الزلزال أدى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل بسبب الحرب الطويلة.
وقال أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يعيش تسعة من بين كل عشرة أشخاص في سوريا تحت خط الفقر اليوم".
(الدولار = 0.9343 يورو)
(إعداد نهى زكريا ومحمد أيسم ومحمود رضا مراد ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم وحسن عمار)