باريس (رويترز) - قال دبلوماسي كبير يوم الأربعاء إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يتراجع عن تعليقات أدلى بها في الصين وحث فيها الاتحاد الأوروبي على تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
وحذر ماكرون أيضا خلال مقابلة مع صحيفة بوليتيكو وصحيفة ليزيكو اليومية من الانجرار إلى أزمة بشأن تايوان مدفوعة "بإيقاع أمريكي ورد فعل صيني مبالغ فيه".
وقوبلت هذه التصريحات بانتقادات من بعض السياسيين والمعلقين في أوروبا والولايات المتحدة، واتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرئيس الفرنسي بالتملق لبكين.
وقال الدبلوماسي الفرنسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته في التقرير، لصحفيين إن جوهر ما قاله ماكرون، والذي انصب على مشروعه المفضل للاستقلال الاستراتيجي لأوروبا، واضح. وأضاف أن موقف ماكرون بشأن تايوان والصين لم يتغير.
وقال الدبلوماسي عن المقابلة "هذا شيء يتمسك الرئيس به تماما".
لكن الدبلوماسي أضاف أن العنوان الذي استخدمته صحيفة بوليتيكو لتقريرها وهو "يجب على أوروبا أن تقاوم الضغوط الرامية لجعلها ‘تابع لأمريكا‘" كان عنوانا "مثيرا" ولم يعكس رؤى ماكرون بدقة.
وأضاف الدبلوماسي أن سفينة عسكرية فرنسية أبحرت مؤخرا عبر مضيق تايوان على الرغم من إجراء تدريبات عسكرية صينية حول الجزيرة، وذلك لإثبات أن فرنسا ملتزمة بالدفاع بقوة عن القانون الدولي.
ولم تستبعد الصين أبدا فكرة استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة التي تحكمها إدارة منتخبة ديمقراطيا.
وقال الدبلوماسي "تحترم فرنسا مبدأ الصين الواحدة وقال الرئيس (لنظيره الصيني شي جين بينغ) إن مسألة تايوان ينبغي حلها سلميا فقط".
وأضاف أن ماكرون والرئيس الأمريكي جو بايدن متفقان بشأن تايوان، لكن الزعيم الفرنسي يعتقد أن الاجتماع بين رئيسة تايوان تساي إينج وين ورئيس البرلمان الأمريكي كيفن مكارثي في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، قبل المناورات العسكرية الصينية، كان "استفزازا".
وقال الدبلوماسي الفرنسي إن القيادة الجمهورية للكونجرس الأمريكي "تستخدم تايوان في الضغط على الصين"، مضيفا "لا، لن تنجر أوروبا إلى ذلك، لكن ذلك لا يعني أن أوروبا ستبتعد (عن قضية تايوان)".
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)