💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

للمرة الثانية.. لاجئون سودانيون يفرون لتشاد الفقيرة بسبب الصراع

تم النشر 18/05/2023, 11:10
© Reuters. امرأة سودانية تدعي حليمة آدم موسى اضطرت للهرب من السودان إلى تشاد مع أسرتها للمرة الثانية في حياتها تجلس بجوار مخيم في كفرون يوم العاشر من م
DX
-

من زهرة بن سمرة ومحمد رمضان

كفرون (تشاد) (رويترز) - الفرار من القرية هربا من العنف ثم عبور الحدود الصحراوية وبناء كوخ من القش والأقمشة البالية وانتظار المساعدات الغذائية..‭‭ ‬‬هذه المعاناة خاضتها من قبل حليمة آدم موسى التي اضطرت للهرب من السودان إلى تشاد مع أسرتها للمرة الثانية في حياتها.

حليمة (68 عاما) واحدة من بين 60 ألف لاجئ سوداني، معظمهم من النساء والأطفال، تدفقوا عبر الحدود منذ اندلاع الصراع في بلادها في 15 أبريل نيسان بحثا عن الأمان في تشاد، أحد أكثر دول العالم التي تعاني من الجوع والإهمال.

وخاضت حليمة هذه الرحلة من قبل. ففي عام 2003، فرت من قريتها تندلتي في ولاية غرب دارفور بعدما تعرضت لهجوم على يد مليشيات الجنجويد المدعومة من الحكومة. وتشكلت هذه الميليشيات من العرب وكانت تستهدف المزارعين والرعاة الأفارقة.

وحليمة أم لسبعة أبناء وأمضت ست سنوات في مخيم للاجئين في تشاد معهم قبل أن تُمنح قطعة أرض صغيرة لزراعتها وعاشت من خيراتها لعشر سنوات.

نشأ أبناؤها في تشاد وتزوج بعضهم من مواطنين تشاديين، لكنها كانت تتوق إلى وطنها لتعود إلى دارفور مع بعض أبنائها وأحفادها في عام 2020، وأعادت بناء منزلها القديم وتواصلت من جديد مع العائلة والأصدقاء.

وجدد القتال الدائر حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع التي ولدت من رحم مليشيات الجنجويد توترات لم تحسم كلية بالفعل في دارفور، وأجبر القتال بين جماعات محلية حليمة على الفرار مرة أخرى.

وتعيش حليمة الآن في مخيم مؤقت للاجئين يتمدد بسرعة في الصحراء حول بلدة كفرون الحدودية التشادية، وتتحسر على خسارة منزلها وسبل عيشها من الزراعة.

* جوع

جلست حليمة على بساط أمام كوخ مصنوع من القش والقماش والبلاستيك. وقالت "إذا كان لديك أرض، حتى لو لم يكن لديك مال يمكنك بيع منتجاتك للنجاة، لكن عندما لا يكون لديك شيء، ستعاني".

وتعيش حليمة في تلك المساحة الضيقة وبموارد شحيحة مع أبنائها وأحفادها الذين فروا من تندلتي برفقتها.

ويحصل النازحون على المياه من آبار حفرت في أرض قاحلة وتحملها النساء في زجاجات بلاستيكية. فيما يتطلب الحصول على الطعام الوقوف في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.

ولدى تشاد حدود مشتركة مع السودان تمتد لمسافة 1400 كيلومتر. وقبل أن تشهد أحدث تدفق للنازحين من دارفور، كانت تكافح بالفعل من أجل التعامل مع نحو 600 ألف لاجئ معظمهم سودانيون فروا من موجات عنف سابقة في بلادهم.

وإجمالا، يوجد 2.3 مليون شخص في تشاد بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية. وأصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء عاجلا لجمع 162.4 مليون دولار للمساعدة في توفير الطعام لهم.

وتشهد تشاد واحدة من أسوأ مشكلات الجوع في العالم. ويعاني أكثر من ثلث الأطفال دون سن الخامسة من التقزم. ولم يجمع برنامج الأمم المتحدة السنوي سوى 4.6 بالمئة من إجمالي تمويل مطلوب يصل إلى 674 مليون دولار لدعم البلاد.

ويحذر برنامج الأغذية العالمي من توقف المساعدات الغذائية للاجئين وسكان تشاد في حال عدم الحصول على مزيد من التمويل.

وقالت لاجئة أخرى اسمها هارانا عربي سليمان (65 عاما) "ليس لدينا خيار سوى أن نعتمد على أنفسنا إذا توقفت المساعدات الإنسانية".

ومثل حليمة، نزحت هارانا من دارفور للمرة الثانية. وأمضت عامين في تشاد بين 2003 و2005 في ذروة الصراع في دارفور قبل أن تعود إلى ديارها.

© Reuters. امرأة سودانية تدعي حليمة آدم موسى اضطرت للهرب من السودان إلى تشاد مع أسرتها للمرة الثانية في حياتها تجلس بجوار مخيم في كفرون يوم العاشر من مايو أيار 2023. تصوير: زهرة بن سمرة - رويترز.

وأضافت أنه إذا استقر الوضع في السودان فستعود هي وأقاربها إلى ديارهم حيث يملكون عددا من المنازل والأراضي.

لكنها قالت إنه إذا استمر العنف، سيضطرون إلى بناء منازل وبدء حياتهم من جديد في تشاد. وتابعت "يمكننا البقاء هنا لسنوات طالما سمحت لنا السلطات التشادية بهذا".

(شارك في التغطية نفيسة الطاهر - إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.