من جون أيريش ونيكلاس بولارد
فيلنيوس (رويترز) - قال مسؤولون إن دول مجموعة السبع كشفت يوم الأربعاء النقاب عن إطار عمل دولي لأمن أوكرانيا على المدى البعيد من أجل تعزيز دفاعاتها ضد روسيا وردع موسكو عن أي اعتداء في المستقبل.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقادة حلف شمال الأطلسي المجتمعين في قمة، بعد أن أعلنوا يوم الثلاثاء أن مستقبل أوكرانيا سيكون داخل الحلف، لكنهم رفضوا دعوته لوضع جدول زمني للعضوية.
وحصدت أوكرانيا ثمارا في شكل ضمانات أمنية حالية وعلى المدى البعيد إذ لا يمكنها في الوقت الراهن الانضمام لحلف الأطلسي مع استمرار الحرب مع روسيا، نظرا لأن المادة الخامسة من ميثاق الحلف تنص على أن الهجوم على عضو واحد يُعد هجوما على الجميع، مما قد يضع الأطلسي في حرب مباشرة مع روسيا.
وامتنع الحلف عن تقديم المساعدة العسكرية منه بوصفه منظمة لأوكرانيا، لتجنب الدخول في صراع مباشر مع روسيا، وأبدى حرصا على ترك المهمة لدول أعضاء وغير أعضاء.
وتتفاوض بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مع كييف منذ أسابيع حول نص متعدد الأطراف لإنشاء إطار دولي واسع يشمل عناصر من بينها عتاد عسكري متقدم، مثل الطائرات المقاتلة، فضلا عن التدريب وتبادل معلومات المخابرات ومجال الدفاع الإلكتروني.
وقالت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان "اليوم نبدأ مفاوضات مع أوكرانيا لإضفاء الطابع الرسمي على دعمنا الدائم لأوكرانيا في ظل دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وذلك من خلال الالتزامات والترتيبات الأمنية الثنائية التي تتماشى مع هذا الإطار متعدد الأطراف وفقا للمتطلبات القانونية والدستورية".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مراسم التوقيع على الخطة إنها "بيان قوي لالتزامنا تجاه أوكرانيا".
وقال زيلينسكي "اليوم هناك ضمانات أمنية لأوكرانيا في طريقها إلى حلف الأطلسي... وهذا سيتم تمديده بشكل أكبر من خلال ترتيبات مع شركائنا الرئيسيين".
وأضاف "وفدنا يحقق انتصارا أمنيا كبيرا لأوكرانيا".
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن خطوة مجموعة السبع مضللة وإن منح الغرب ضمانات أمنية لأوكرانيا "يحتمل أن يكون خطيرا للغاية" وإنه ربما ينتهك أمن روسيا.
واستشهدت موسكو بتوسع الحلف شرقا باتجاه حدودها كعامل وراء قرارها في العام الماضي غزو أوكرانيا التي تنزع إلى الغرب والتي كانت ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القديم.
وقالت مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، إن من الممكن لدول أخرى أن توقع أيضا للإعلان عن التزاماتها.
وورد في الإعلان أن دول مجموعة السبع ستبدأ المحادثات الثنائية مع أوكرانيا على الفور.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي منفصل "ينبغي للوثيقة الجديدة أن تكون سارية ما دامت أوكرانيا ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي". وأردف "يفتح إعلان اليوم تلك الاحتمالية مع وجود الاتفاقات الثنائية القوية"، مضيفا أن الضمان الأفضل هو أن تكون أوكرانيا عضوا بالحلف.
* "الوقت ليس في صالح روسيا"
ذكر بيان مجموعة السبع أن أوكرانيا في المقابل ستتعهد باتخاذ تدابير لتحسين الحوكمة الديمقراطية، بما في ذلك تحسينها من خلال الإصلاحات القضائية والاقتصادية وتعزيز الشفافية.
وأضافت المجموعة "سنعمل مع أوكرانيا على حزمة محسنة من الالتزامات والترتيبات الأمنية في حال وقوع عدوان مستقبلي لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن أراضيها وسيادتها".
وقال مسؤول بالبيت الأبيض للصحفيين "سيرسل هذا الإعلان متعدد الأطراف رسالة مهمة إلى روسيا مفادها أن الوقت ليس في صالحها".
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن ستبدأ مفاوضاتها الخاصة مع كييف قريبا. وتحدث الرئيس جو بايدن عن استخدام دعمه لإسرائيل كنموذج محتمل.
وتبلغ قيمة المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل حوالي 3.5 مليار دولار سنويا، لكن العلاقة تتضمن أيضا قدرا كبيرا من الدعم السياسي.
وقالت ألمانيا بالفعل إنها ستقدم بشكل مبدئي دعما عسكريا لأوكرانيا بقيمة 12 مليار يورو حتى عام 2032، بما في ذلك 3.2 مليار يورو لعام 2023.
وتتفاوض فرنسا، التي قالت يوم الثلاثاء إنها ستزود كييف بصواريخ كروز طويلة المدى للمرة الأولى، مع أوكرانيا، لكن من المحتمل أن تواجه فرنسا مباحثات عصيبة في البرلمان في ظل مناقشته للميزانية العسكرية الفرنسية من عام 2025 إلى 2030.
وقال بن والاس وزير الدفاع البريطاني خلال حديثه مع الصحفيين إن بلاده ودولا أخرى تفكر في إرسال أفراد عسكريين إلى أوكرانيا بعد الحرب لتواصل تدريب قواتها المسلحة.
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني وحسن عمار)