(للتصحيح بأن العراق طرد السفيرة السويدية وليس السفير في العنوان والفقرة الأولى وتوضيح أنه تم استدعاء القائم بالأعمال في السويد وليس في سفارة السويد بالفقرة 13)
من أحمد رشيد وتيمور أزهري وآنا رينجستروم
بغداد/ستوكهولم (رويترز) - طرد العراق السفيرة السويدية يوم الخميس احتجاجا على خطط لحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم دفعت مئات المحتجين إلى اقتحام السفارة السويدية في بغداد وإضرام النار فيها.
وقالت الحكومة العراقية في بيان إنها استدعت أيضا القائم بالأعمال في السويد. وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأن بغداد علقت تصريح عمل شركة إريكسون السويدية على الأراضي العراقية.
وتقدم محتجون مناهضون للإسلام بطلب لحرق المصحف خارج السفارة العراقية يوم الخميس وحصلوا على تصريح من الشرطة السويدية للقيام بذلك. ومن بين هؤلاء مهاجر عراقي في السويد حرق نسخة من المصحف خارج مسجد في ستوكهولم في يونيو حزيران.
وركل المحتجون كتابا قالوا إنه المصحف ومزقوه جزئيا، لكنهم غادروا المنطقة بعد ساعة دون إضرام النار فيه.
وقال توبياس بيلستروم وزير الخارجية السويدي إن جميع العاملين بالسفارة في بغداد بأمان لكن السلطات العراقية تقاعست عن الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية السفارة بموجب اتفاقية فيينا.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في إيران أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويدي لدى طهران يوم الخميس "للاحتجاج بشدة على تدنيس القرآن الكريم"، فيما وصفت تركيا ما حدث بأنه "هجوم حقير" داعية ستوكهولم إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة لمنع (تكرار) جريمة الكراهية هذه" بحق الإسلام.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية السويدية استدعاء السفير لكنه رفض التعليق بشأن ما قيل خلال الاجتماع.
ودعا حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الخميس الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها من السويد وطرد سفراء السويد لديها.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنها استدعت القائم بأعمال السفارة السويدية بالرياض وسلمته مذكرة احتجاج على "حرق وتدنيس" القرآن.
كما قالت وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة استدعت السفير السويدي لتسليمه مذكرة احتجاج على "الاعتداء على القرآن" في ستوكهولم، مضيفة أنها ستطالب السويد باتخاذ "كافة الإجراءات اللازمة لوقف هذه الممارسات المشينة".
ونددت الحكومة العراقية بشدة بإشعال النار في السفارة السويدية وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ووصف المكتب الأمر بأنه خرق أمني وتعهد بحماية البعثات الدبلوماسية.
لكن الحكومة ذكرت أيضا في البيان أنها "أبلغت الحكومة السويدية يوم الخميس عبر القنوات الدبلوماسية بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق القرآن الكريم على أراضيها".
وجاء قرار استدعاء القائم بالأعمال في السويد تزامنا مع بدء الاحتجاج في ستوكهولم، ولكن قبل أن يغادر المتظاهرون بدون حرق المصحف.
وقال بيلستروم إن اقتحام السفارة "غير مقبول بالمرة، والحكومة تندد بشدة بهذه الهجمات". وأردف "الحكومة على تواصل مع ممثلين عراقيين كبار للتعبير عن استيائنا".
وفي واشنطن، نددت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة بالهجوم على السفارة السويدية في بغداد، وانتقدت قوات الأمن العراقية لعدم منعها المحتجين من اقتحامها.
كما قال الاتحاد الأوروبي إنه يتطلع إلى أن يقوم العراق "باعتماد الإجراءات الأمنية اللازمة سريعا" لمنع وقوع مزيد من الحوادث المماثلة.
وقالت بريطانيا إنها تدين بشدة الهجوم على السفارة السويدية في بغداد، ورحبت بعزم الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات بحق المسؤولين عن الواقعة.
ودعا أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى مظاهرة اليوم الخميس احتجاجا على ثاني واقعة مخطط لها لحرق نسخة من المصحف في السويد في غضون أسابيع، وفقا لمنشورات مجموعة تحظى بشعبية كبيرة على تطبيق تيليجرام مرتبطة برجل الدين، الذي يتمتع بنفوذ كبير، ووسائل إعلام أخرى موالية له.
والصدر أحد أقوى الشخصيات نفوذا في العراق ويأتمر بأمره مئات الآلاف من الأنصار الذين سبق أن دعاهم للخروج إلى الشوارع، مثلما حدث في الصيف الماضي عندما احتلوا المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وخاضوا اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى.
وأيد الصدر اقتحام السفارة في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم الخميس، وقال "لا يحق لدولة الإرهاب (الولايات المتحدة) أن تستنكر حرق السفارة السويدية، وكان من الأولى لها أن تستنكر حرق القرآن".
- تصاعد الدخان
أظهرت سلسلة من المقاطع المصورة نشرتها المجموعة التي تحمل اسم (واحد بغداد) على تطبيق تيليجرام تجمع أشخاص حول السفارة في نحو الساعة الواحدة من صباح يوم الخميس (2200 بتوقيت جرينتش من مساء يوم الأربعاء) وترديدهم هتافات مؤيدة للصدر واقتحامهم مجمع السفارة بعد ساعة تقريبا.
وهتف المحتجون "نعم.. نعم للقرآن".
وأظهرت مقاطع مصورة في وقت لاحق دخانا يتصاعد من مبنى داخل مجمع السفارة ومحتجين واقفين على سطحه.
وبحلول فجر يوم الخميس، انتشرت قوات الأمن داخل السفارة وتصاعد الدخان من المبنى فيما أخمدت فرق الإطفاء النيران، بحسب شهود من رويترز.
وشهدت السويد عدة وقائع لحرق المصحف في السنوات القليلة الماضية، قام بمعظمها نشطاء من اليمين المتطرف والمناهضين للمسلمين، وتمخضت بعض حالات الحرق عن اشتباكات بين الشرطة والمحتجين المسلمين في السويد.
وأثارت وقائع الإحراق الأخيرة غضب العالم الإسلامي. وقالت أجهزة الأمن السويدية إن مثل هذه الوقائع جعلت البلاد أقل أمانا.
ورفضت الشرطة السويدية عدة طلبات في وقت سابق من هذا العام لتنظيم احتجاجات كان من المزمع أن تتضمن حرق مصاحف وأرجعت ذلك لمخاوف أمنية. وتقوم محاكم من جانبها بإلغاء قرارات الشرطة وتقول إن هذه الأفعال مكفولة بقوانين حرية التعبير في البلاد.
ويحمي الدستور قوانين حرية التعبير ولا يمكن تغييرها بسهولة، لكن الحكومة السويدية قالت إنها تبحث تغيير القانون ليسمح للشرطة بمنع إحراق المصحف علنا إذا شكل ذلك خطرا على أمن البلاد.
وعقّدت وقائع حرق المصحف أيضا محاولة السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ورغم تصريحات تركيا هذا الشهر بأنها ستصدق على طلب السويد للانضمام للحلف، أثارت عمليات إحراق سابقة غضب الرئيس رجب طيب أردوغان.
وانتقد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون وقائع الحرق، وقال إنها غير لائقة رغم قانونيتها.
(إعداد دعاء محمد ومروة غريب ومروة سلام وسلمى نجم ونهى زكريا وأميرة زهران ودعاء محمد للنشرة العربية)