استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

تحقيق-في سبيل الجمال والشباب.. أردنيات يلجأن للقروض البنكية

تم النشر 13/09/2023, 17:02

من هبة العيساوي

عمان (رويترز) - بعد أن باعت مصوغاتها الذهبية لم تجد عائشة سليمان وسيلة أمامها للحصول على حقن البوتوكس والفيلر إلا التقسيط عن طريق أحد البنوك الأردنية سعيا وراء إخفاء تجاعيد وعيوب وجهها للحفاظ على ديمومة الشباب، بحسب وصفها.

وتقول عائشة (54 عاما)، التي تتقاضى راتبا تقاعديا من وظيفة حكومية سابقة لا يتجاوز 275 دينارا أردنيا (388 دولارا)، "غمرتني السعادة عندما وصلتني رسالة نصية من البنك تفيد بأنني أستطيع تقسيط فاتورتي في أحد مراكز التجميل ذات السمعة الجيدة مقابل سعر فائدة لا يتعدى الواحد بالمئة".

وتضيف أنها تحتاج إلى نحو 450 دينارا كل نحو أربعة أشهر للحصول على حقن البوتوكس والفيلر في عيادة الطبيب الذي اعتادت الذهاب إليه منذ سبع سنوات، لكنها لا تستطيع التوفير من راتبها التقاعدي الضئيل.

وتؤكد عائشة، وهي أم لأربع بنات وشاب، أنها لن تستطيع الاستغناء عن هذا الإجراء التجميلي الذي أصبح جزءا مهما من حاجاتها الضرورية ومتطلباتها الأساسية وخاصة في زمن أصبح مقياس الجمال فيه هو الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبين أن زوجها لن يتفهم أن تجميل وجهها أصبح من الحاجات الأساسية ولذلك لن يساعدها بمبلغ مادي للذهاب لعيادة التجميل، كما هو حال ابنها الذي يعمل في مجال تسويق السيارات "لو أن ابنتي لديها وظيفة بالتأكيد سوف تساعدني ماديا، فنحن النساء نفهم على حاجات بعض".

من جانبها اتفقت غادة ضيف الله (48 عاما) مع إحدى شركات التمويل، التي تتعامل مع مركز التجميل الذي تذهب إليه، من أجل تقسيط المبلغ الذي تحتاجه للحصول على الفيلر والبوتوكس.

وتقول غادة، وهي أم لطفلين، إن "مركز التجميل باتفاقه هذا مع شركة التمويل قدم خدمة كبيرة لي بالتسهيل علي وخاصة أنه ليس لدي راتب شهري أعتمد عليه".

وتبين أن صديقتها المقربة والتي هي الأخرى تذهب معها لمركز التجميل تطوعت لتكون الضامن لها لدى شركة التمويل، لأنها موظفة في القطاع الخاص ولديها راتب شهري، مشيرة إلى أن القرض ذو نسبة فائدة عالية تبلغ خمسة بالمئة والقسط الشهري 100 دينار لمدة خمسة أشهر.

وتشير إلى أنها تدخر من المال الذي تحصل عليه من زوجها كمصروف شهري، إلى جانب المبلغ الذي تحصل عليه في المناسبات كعيد الأم أو عيدي الفطر والأضحى لمساعدتها في تسديد دفعات التمويل.

* مقاييس جمال العالم الافتراضي

تقول الدكتورة حنين أبو نصار أخصائية أمراض الجلدية والتجميل لرويترز إن تجميل الوجه باستخدام حقن البوتوكس والفيلر أصبح ضرورة وأولوية لدى الأردنيات، ولم يعد الأمر رفاهية.

وتضيف "لم تعد قاعدة ‘الذي ما معه لا يلزمه‘ مطبقة .. وخاصة أن معيار الجمال أصبح يقارن بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي .. رغم أن الصور كلها مفلترة".

وتشير إلى أن السيدة أصبحت مستعدة للمغامرة بتعابير وجهها واللجوء إلى مراكز أسعارها رخيصة في سبيل الحصول على وسائل التجميل تلك والتخلص من علامات التقدم بالعمر.

وتؤكد الدكتورة حنين أن العديد من مراكز التجميل تتعاون مع شركات تمويل من أجل تقسيط أسعار الإجراءات التجميلية للسيدات لزيادة الإقبال بالتسهيل عليهن عن طريق القروض.

وتبين أن سعر حقن البوتوكس والفيلر الجيدة تتراوح بين 120 إلى 200 دينار وفقا للعيادة أو الطبيب أو المركز أو المادة المستخدمة.

وتضيف "تجميل الوجه بهذه المواد أصبح هوسا لدى النساء والعامل النفسي وتقبل الذات يؤثر بشكل كبير على الإقبال على تلك الإجراءات".

وتقول إن المنافسة بين مراكز التجميل والعيادات لاستقطاب الزبائن "أصبحت شديدة في آخر سنتين، وخاصة أن تلك الإجراءات التجميلية لم تعد يجريها أطباء متخصصون بل أصبح من هب ودب يحقن تلك الإبر".

* الأولويات تغيرت

يوضح الخبير الاقتصادي سليم أبو الشعر في حديث لرويترز كيف تغيرت الحاجات لدى بعض الناس وبالتالي تغير نمط الإنفاق لديهم.

ويقول إن "كل شخص لديه تفضيلات معينة فما أراه كماليا قد يراه شخص آخر ضروريا بالنسبة له ولا يستطيع الاستغناء عنه".

ويضيف أن البنوك وشركات التمويل مع ارتفاع أسعار الفائدة أصبحت تميل بشكل أكبر لإقراض الناس وتقديم التسهيلات لهم وتعيين موظفين لجلب عدد أكبر من المقترضين.

ويرى أبو الشعر أن "استسهال موضوع الاقتراض واللجوء إلى الأقساط البنكية في كل الاحتياجات أمر خطير وقد تحدث أزمة ائتمانية وتعثر لدى العديد من المواطنين".

ويشير إلى أن "التقسيط كان يقتصر في السابق على الضروريات للأشخاص مثل شراء منزل أو سيارة أو حتى الأدوات الكهربائية، إلا أن الناس أصبحوا ضعفاء أمام التسهيلات البنكية وأصبحوا يقسطوا حتى أمور الرفاهية".

(الدولار = 0.709 دينار)

(تحرير سها جادو للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.