دكار (رويترز) - قال إبراهيم تراوري قائد المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو إن الانتخابات التي وعد المجلس بإجرائها لن تكون ممكنة إلا إذا سمح الوضع الأمني، بينمااحتشد المئات من أنصاره في العاصمة واجادوجو في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري.
وتجمع مؤيدون في ساحة الأمة ملوحين بأعلام بوركينا فاسو. وحمل البعض لافتات عليها صور القائد العسكري الشاب الكابتن تراوري.
وتولى تراوري السلطة في 30 سبتمبر أيلول من العام الماضي، وأطاح بزعيم انقلاب آخر كان قد استولى على السلطة قبل ذلك بثمانية أشهر وسط تدهور الوضع الأمني الذي تفاقم مع وجود جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
ورحب عدد كبير من المواطنين، الذين فاض بهم الكيل من تدهور الأمن وانقطع أملهم في الحكومة، بالتمرد الذي أدانته دول غربية شهدت نفوذها يتقلص مع تراجع الديمقراطية في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.
وسبق أن تعهد المجلس العسكري بإجراء انتخابات في يوليو تموز 2024 قد تعيد الحكم المدني للبلاد، لكن تراوري شدد يوم الجمعة على أن الأمن هو أهم أولوياته.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي بمناسبة الذكرى الأولى للانقلاب، قال إنه لن تكون هناك انتخابات حتى يصبح البلد آمنا للجميع للمشاركة في التصويت.
وأضاف أن الأمن يتحسن والجيش يحقق مكاسب على الأرض، لكن التوقعات صعبة للغاية. وأودى تمرد مستمر منذ عشرة أعوام إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين في بوركينا فاسو ومالي والنيجر المجاورتين. ويسيطر على الدول الثلاث الآن ضباط جيش استولوا على السلطة بالقوة منذ عام 2020.
وتكبدت بوركينا فاسو أحد أكبر الخسائر في الأرواح منذ شهور في مطلع سبتمبر أيلول إذ قُتل أكثر من 50 من الجنود والمقاتلين المتطوعين في اشتباكات مع متشددين.
وجاء الحشد بعد أيام من إعلان المجلس العسكري في بوركينا فاسو إحباط محاولة انقلاب ضده وإجراء تحقيقات لمعرفة الضالعين في المؤامرة.
واكتسب تراوري (35 عاما) شعبية بفضل خطاباته المناهضة لفرنسا والمؤيدة للتوجه الأفريقي. وطرد تراوري القوات الفرنسية وشن حملة ضد وسائل الإعلام الفرنسية في غمرة تصاعد التوترات بين بوركينا فاسو والدولة التي كانت تستعمرها من قبل.
(إعداد محمد حرفوش ومروة سلام للنشرة العربية)