من حسين حياة سيفر وبورجو كاراكاش
أنقرة (رويترز) - نفذ شخصان يوم الأحد هجوما بقنبلة أمام مبان تابعة للحكومة التركية في أنقرة، مما أدى إلى مقتلهما وإصابة اثنين من رجال الشرطة، وأعلنت جماعة كردية مسلحة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت السلطات إن هذا أول هجوم "إرهابي" تشهده العاصمة منذ سنوات.
وأظهرت لقطات التقطتها كاميرات مراقبة حصلت عليها رويترز سيارة تتوقف عند البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية قبل أن يُسرع أحد راكبيها نحو المبنى سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام ويحدث الانفجار بينما بقي الشخص الآخر بداخل السيارة.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عن الهجوم الذي حدث في حي بوسط أنقرة يضم مباني وزارية بالقرب من البرلمان إن أحد المهاجمين لقى حتفه في الانفجار بينما "حيدت" السلطات هناك المهاجم الآخر.
وفي كلمة في افتتاح دور الانعقاد الجديد للبرلمان بعد ذلك بساعات، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الذي وقع صباحا بأنه "أحدث محاولة" لترويع الأتراك.
وقال "الذين يهددون سلم المواطنين وأمنهم لم يحققوا أهدافهم ولن يفعلوا ذلك أبدا".
ونقل موقع "إيه.إن.إف نيوز" الإخباري المقرب من حزب العمال الكردستاني عن بيان للجماعة قولها إن مجموعة "كتيبة الخالدون" نفذت الهجوم في أنقرة.
ووصف البيان التفجير بأنه "هجوم انتحاري" تم التخطيط له ليتزامن مع افتتاح دور الانعقاد الجديد للبرلمان ونفذه "فريق منا على صلة بمجموعتنا ’كتيبة الخالدون’".
والتفجير الذي وقع في بوليفارد أتاتورك هو الأول في أنقرة منذ 2016 عندما هزت تركيا موجة هجمات دامية. وأظهر مقطع مصور بعد ذلك شاحنة من طراز رينو (EPA:RENA) متوقفة هناك ونوافذها محطمة وأبوابها مفتوحة، وسط الحطام ومحاطة بجنود وسيارات إسعاف وعربات إطفاء ومركبات المدرعة.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن المهاجمين استوليا على المركبة بعد أن قتلا سائقها في مدينة قيصري على بعد 260 كيلومترا جنوب شرقي أنقرة ثم نفذا الهجوم. وأضاف أن أحد الشرطيين الجريحين أصيب بشظايا.
وقال وزير الداخلية علي منصة إكس للتواصل الاجتماعي "توقف إرهابيان يستقلان عربة تجارية خفيفة أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية ونفذا هجوما بقنبلة".
وأوضح أن أحدهما فجر نفسه والآخر تم "تحييده"، وهو ما يعني عادة أنه قُتل. وأضاف أن شرطيين أصيبا بجروح طفيفة في الحادث الذي وقع الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت المحلي (0630 بتوقيت جرينتش).
وكتب الوزير "كفاحنا سيستمر لحين تحييد آخر إرهابي".
كما ندد مسؤولون أتراك بالهجوم.
* هجمات سابقة
أعلنت الشرطة أنها أجرت تفجيرات محكمة "لعبوات مثيرة للريبة" في مناطق أخرى بأنقرة.
ولم تحدد السلطات أي جماعة مسلحة تقف وراء الهجوم.
وكان آخر تفجير شهدته تركيا قبل نحو عام وأودى بحياة ستة أشخاص كما أصيب فيه 81 في شارع للمشاة بوسط إسطنبول. واتهمت تركيا مسلحين أكرادا بالمسؤولية عن التفجير.
وخلال موجة عنف في 2015 و2016 أعلن مسلحون أكراد وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى مسؤوليتهم عن عدة هجمات في مدن تركية كبرى أو نُسبت إليهم هذه الهجمات. وقُتل 37 شخصا في أنقرة عندما انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من محطة مزدحمة للحافلات.
وبدأ المدعي العام في أنقرة تحقيقا يوم الأحد فيما وُصف أيضا بأنه هجوم "إرهابي".
ومن المتوقع أن يبحث البرلمان التركي خلال الأسابيع المقبلة التصديق على مسعى السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعدما أثارت تركيا اعتراضات في البداية.
ولم يشر أردوغان إلى السويد أو حلف شمال الأطلسي، لكنه قال لأعضاء البرلمان إن الموافقة على دستور جديد تمثل أولوية للدورة الجديدة.
واستنكر شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي بشدة ما وصفه بالهجوم الإرهابي، بينما قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع أوليفر فارهيلي إن التكتل يدعم تركيا "في حربها على الإرهاب".
(إعداد رحاب علاء وسامح الخطيب وأميرة زهران ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير سها جادو علي خفاجي)