من نضال المغربي
غزة (رويترز) - حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)من أنها قد تضطر إلى وقف عملياتها قريبا إذا لم يصل الوقود إلى قطاع غزة في ظل حاجة سكانه الماسة للمأوى والماء والغذاء والخدمات الطبية.
وقالت الأونروا إنها تحتاج الوقود بشدة لمواصلة العمليات الإنسانية الخاصة بإنقاذ الأرواح في القطاع، الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأضافت "إذا لم يصل الوقود إلى غزة، ستضطر الأونروا إلى تقليص عملياتها الإنسانية بشدة، أو إيقافها في بعض الحالات في أرجاء قطاع غزة. الساعات الأربع والعشرون المقبلة ستكون حاسمة للغاية".
ورفضت إسرائيل السماح بإدخال الوقود مع شحنات المساعدات بحجة أن حماس قد تستولي عليه.
وأصبح أكثر من 613 ألف شخص بلا مأوى بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس المدعومة من إيران ويعيشون الآن في 150 منشأة تابعة للأونروا في أنحاء القطاع الذي يعد أحد أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم.
وأضافت الأونروا "قُتل ثلاثة موظفين آخرون من الأونروا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 38 موظفا".
ويرزح القطاع تحت وطأة ضربات جوية إسرائيلية متواصلة بعد هجوم مقاتلي حماس الدامي على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتقول إسرائيل إن عملية حماس أدت إلى مقتل نحو 1400 شخص. وذكرت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس أن أكثر من 7028 فلسطينيا قُتلوا في الضربات الجوية منذ ذلك الحين.
ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى إذا قامت إسرائيل باجتياح بري متوقع على نطاق واسع بهدف القضاء على حماس التي تقول إن مقاتليها مندسون بين المدنيين ويتخذونهم غطاء.
وقال فلسطينيون في غزة إن إسرائيل قصفت المنطقة مرة أخرى بضربات جوية أثناء الليل. وأبلغ سكان يعيشون في المنطقة الوسطى بالقرب من مخيم البريج للاجئين وشرق قرية القرارة عن قصف مكثف بالدبابات قبل الفجر.
وفي منتصف يوم الخميس تقريبا، قال مسؤولون بمستشفى ناصر في بلدة خان يونس إن إسرائيل قصفت منطقة قريبة من مأوى للنازحين تابع للأونروا، مما تسبب في مقتل 18 شخصا على الأقل وأثار حالة من الذعر بين النازحين.
وقال محمود شامية اللاجئ هناك مع زوجته وأطفاله الثلاثة إنهم يعيشون في رعب بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.
وأضاف "أناشد العالم كله حمايتنا... ننام على أصوات الانفجارات ونستيقظ على أصواتها، الأطفال يسدون آذانهم دائما بأيديهم".
* الفقر يتحول إلى يأس
يعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالفعل من الفقر ومعدلات البطالة المرتفعة منذ سنوات بسبب الحصار الإسرائيلي والإجراءات المصرية المشددة على الحدود حتى قبل أن تبدأ إسرائيل في تسوية مناطق فلسطينية بالأرض ردا على هجوم حماس.
ويحتمي العديد من سكان غزة الآن داخل المستشفيات التي تكافح لتجنب الإغلاق بسبب نقص الكهرباء، وفي المدارس والمنازل ومخيمات اللاجئين وفي الشوارع أيضا بعدما أنذرتهم إسرائيل بضرورة مغادرة منازلهم في شمال القطاع.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يوم الخميس في لاهاي إن إسرائيل يجب أن توافق على وقف كامل لإطلاق النار في غزة لتمكين إيصال المساعدات الطارئة بدون عوائق.
ورغم النقص الحاد في المساعدات الإنسانية، فشلت القوى العالمية في مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء في الاتفاق على قرار يسعى إلى هدنة من القتال لتقديم كميات كبيرة من المساعدات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 26 طنا من المواد الطبية تنتظر على الجانب المصري من معبر رفح للحصول على الموافقة لدخول القطاع.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)