من ألكسندر كورنويل وآندرو جراي
المنامة 18 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - عبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم السبت عن شكه في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عبر القصف العنيف واجتياح قطاع غزة الذي تديره الحركة منذ فترة طويلة.
وقال الصفدي في قمة مؤتمر حوار المنامة الأمني في البحرين التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين "تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".
تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس منذ أن شنت الحركة هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، قصفت إسرائيل معظم مدينة غزة وحوّلتها إلى أنقاض وكذلك سيطرت على شمال القطاع ولجأت إلى تكثيف الهجمات على حماس في الجنوب.
وأغلبية القتلى الذين وصل عددهم إلى 1200 إسرائيلي في هجوم حماس وأكثر من 12 ألفا في الهجمات الإسرائيلية على غزة من المدنيين.
ودعت السعودية خلال المؤتمر إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان "نرى مدنيين يموتون كل يوم. وعلينا إنهاء ذلك اليوم، وليس غدا".
واستبعدت إسرائيل أي وقف لإطلاق النار قبل إطلاق سراح 240 رهينة احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتعهدت حماس بمعركة طويلة ومستمرة ضد إسرائيل.
وقال بريت ماكجورك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط يوم السبت لمؤتمر المنامة إن إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
* من يمكن أن يحكم غزة بعد الحرب؟
قال رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل إن عدم إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي منذ فترة طويلة هو الذي أدى إلى الأزمة الحالية.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه الحرب مؤشر على الفشل السياسي والدبلوماسي للمجتمع الدولي، محملا كل الأطراف المعنية المسؤولية عن إيجاد حل للصراع.
وأثار الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة تساؤلات بين قوى العالم والمنطقة وفي الأمم المتحدة حول من سيحكم القطاع المكتظ بالسكان في حالة هزيمة حماس التي تديره منذ 16 عاما.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم السبت إن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف خلال مشاركته في حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي حول السياسة الخارجية والأمنية "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن... إذا من سيدير غزة؟ أعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة يمكن أن تضطلع بدور في إدارة غزة إذا كان هناك حل سياسي شامل، في إشارة إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، يشمل أيضا الضفة الغربية.
تم تجميد محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 2014. ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويُنظر إليها إلى حد كبير على أنها وكيل أمني فاسد لإسرائيل، وتخضع إسرائيل الآن لإدارة حكومة قومية دينية متشددة.
وتدير حماس غزة منذ حرب أهلية قصيرة عام 2007 مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. ولم تنجح محادثات مصالحة استمرت سنوات بين الجانبين في التوصل إلى انفراجة فيما يتعلق بعودة السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية. ولا تزال السلطة تتحمل تكاليف الكهرباء والمياه وبعض رواتب موظفي الخدمة المدنية في غزة.
وحذر مسؤول كبير من الإمارات، التي توصلت إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية في 2020، من أن الصراع الذي طال أمده في غزة يمكن أن يولد التطرف في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "كلما طالت الأزمة زاد خطر خروجها عن نطاق السيطرة، وأعتقد أنه يتعين علينا الحذر الشديد".
وترى الإمارات ودول خليجية عربية محافظة أخرى منتجة للنفط أن حماس والإسلاميين الآخرين يشكلون تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط وما حوله.
ونزح نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني بسبب الهجوم الإسرائيلي. ويخشى الكثيرون ممن فروا من أن يصبح نزوحهم دائما.
وحذر الصفدي من أن الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين، وقال "لن نسمح بحدوث ذلك أبدا، فبالإضافة إلى كونه جريمة حرب، فإنه سيشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه".
(إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة ودعاء محمد)