من فادي شناعة ونضال المغربي ودان وليامز
غزة/الدوحة/القدس (رويترز) - قالت وزارة الصحة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة إن قصفا إسرائيليا على مدينة غزة أسفر عن مقتل 20 فلسطينيا وإصابة 150 كانوا يصطفون للحصول على مساعدات غذائية يوم الخميس فيما وصفته جماعات فلسطينية بأنه "جريمة حرب".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يفحص التقرير.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت مناطق حول مستشفيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الخميس مما دفع النازحين إلى القيام بمحاولة يائسة جديدة للعثور على ملاذ آمن.
ووصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية الوضع الغذائي في الشمال "بالمروع تماما"، وقال عمال إغاثة إن حشودا من فلسطينيين جوعى وبائسين تهجم على شحنات المساعدات الشحيحة، ويقول عمال الإغاثة إنهم رأوا أناسا يبدو عليهم الهزال من الجوع وأعينهم غائرة.
ويعاني معظم سكان قطاع غزة، وعددهم زهاء 2.3 مليون نسمة، الآن من زحام شديد في خان يونس وبلدات شمال وجنوب المدينة بعد أن نزحوا من النصف الشمالي من القطاع في وقت سابق خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي دخلت الآن شهرها الرابع.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 50 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في خان يونس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعدما تحولت إسرائيل عن العمليات الشاملة وسحبت قواتها من المناطق الشمالية التي تقول إنها تسيطر الآن على جزء كبير منها.
وقالت امرأة فلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إنه لا توجد منطقة آمنة ولا مكان يلوذون به. وناشدت العالم أن يوقف الحرب التي وصفتها بأنها قتلت الكبار والصغار.
وقال الجيش الإسرائيلي في أحدث بياناته إن قواته في خان يونس تقاتل مسلحين في أحياء متقاربة وتستخدم ضربات جوية دقيقة ونيران قناصة لضرب أهداف تابعة لحماس.
وقال مسعفون فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية عزلت المنطقة وتقصف أهدافا محيطة بمستشفيي ناصر والأمل، اللذين لا يزالان يعملان في المدينة، مما تسبب في حصار فرق طبية ومرضى ونازحين يحتمون بالداخل أو بالقرب منهما.
وتقول إسرائيل إن مسلحي حماس يستخدمون المستشفيات غطاء لإقامة قواعدهم، وهو ما تنفيه الحركة والطواقم الطبية.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الذين يحتمون بمجمع في خان يونس استعدوا يوم الخميس للفرار إلى رفح على بعد 15 كيلومترا بعد أن أمرت قوات الدبابات الإسرائيلية القريبة جميع المدنيين الموجودين بالداخل بالمغادرة. وأضافوا أن أكثر من 30 ألف شخص كانوا متكدسين داخل المجمع.
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أقل من 20 بالمئة من قطاع غزة الساحلي الضيق، الذي تبلغ مساحته نحو 60 كيلومترا مربعا، تؤوي الآن أكثر من 1.5 مليون إنسان في الجنوب "حيث يهدد التصعيد الدرامي للقتال نجاتهم".
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن ما لا يقل عن 25900 شخص قتلوا في غزة مع تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ جراء الهجوم الإسرائيلي. وتعد غزة واحدة من أكثر مناطق العالم فقرا واكتظاظا بالسكان.
وشنت إسرائيل حربها للقضاء على حماس بعد أن اقتحم مسلحو الحركة سياجا حدوديا في هجوم مباغت على بلدات وقواعد قريبة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة في غزة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه قتل أكثر من تسعة آلاف من مسلحي حركة حماس وفقد 220 جنديا في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر ونصف. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الأرقام.
* قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية
قبل صدور قرار من قضاة محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة في طلب جنوب أفريقيا بوقف فوري للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة التي تصفها بأنها إبادة جماعية تقودها الدولة، قالت حماس إنها ستلتزم بأي حكم لوقف إطلاق النار إذا التزمت إسرائيل في المقابل.
وقال أسامة حمدان، القيادي في حماس، في مؤتمر صحفي في بيروت، إن حماس ستطلق أيضا سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة إذا أطلقت إسرائيل سراح جميع السجناء الفلسطينيين.
وطلبت إسرائيل من محكمة العدل الدولية في لاهاي رفض القضية تماما. وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يوم الخميس إنهم يتوقعون من المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة "إسقاط هذه الاتهامات الزائفة والخادعة".
* تعثر محادثات "هدنة لأغراض إنسانية".
لم تلق المناشدات الدولية العاجلة بوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، الذين يسقط منهم أكبر عدد من الضحايا، آذانا صاغية وتعهدت إسرائيل بعدم التراجع عن الهجوم حتى القضاء على حماس وتحرير كل الرهائن.
وتقول حماس إن أي اتفاق يتوقف على إنهاء إسرائيل الهجوم على قطاع غزة وحصارها له والانسحاب منه.
وقالت مصادر لرويترز إن محادثات الوساطة للوصول إلى هدنة مدتها شهر قد يتم خلالها تبادل رهائن بسجناء فلسطينيين في إسرائيل استؤنفت لكنها تعثرت بسبب خلافات بين الجانبين على طريقة إنهاء الحرب.
وقال مصدر لرويترز يوم الخميس إن مديري الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.أي.أيه) سيجتمعان مع رئيس الوزراء القطري في أوروبا مطلع الأسبوع المقبل لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
ويهدد الصراع في غزة بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وإذكاء الأعمال العدائية في مناطق تمتد من الضفة الغربية المحتلة إلى المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان وممرات الشحن في سوريا والعراق والبحر الأحمر التي تعد شديدة الأهمية للتجارة الدولية.
(إعداد شيرين عبد العزيز وسامح الخطيب ونهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز)