من سايمون لويس وأرشد محمد
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي يوم الخميس إن حكومة الولايات المتحدة حذرت إيران عبر دوائر خاصة من "تهديد إرهابي" داخل حدودها قبل الهجوم الدامي الذي وقع في وقت سابق هذا الشهر وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
ولقي نحو 100 شخص حتفهم وأصيب العشرات في الثالث من يناير كانون الثاني جراء انفجارين عند قبر القائد الإيراني قاسم سليماني في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران.
وقال المسؤول إن التحذير من الهجوم كان اعتياديا، لكن محللين قالوا إنه ربما يعكس مسعى أمريكيا لبناء الثقة مع إيران.
وتأتي مثل هذه المساعي في غمرة هجمات يشنها وكلاء متحالفون مع إيران على مصالح غربية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "اتبعت الحكومة الأمريكية سياسة ’من الواجب التحذير’ التي تطبقها الإدارات الأمريكية لتحذير الحكومات من تهديدات دامية محتملة. نقدم هذه التحذيرات لأسباب منها أننا لا نريد أن نرى أرواحا بريئة تُزهق في هجمات إرهابية".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من أورد الخبر في وقت سابق يوم الخميس.
وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن التحذير قد يمثل رغبة أمريكية أوسع في السعي إلى الحوار مع إيران على الرغم من الهجمات في الآونة الأخيرة التي شنها وكلاء متحالفون مع إيران على المصالح الأمريكية والإسرائيلية والغربية والتقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي.
وأضاف "هذا غصن زيتون"، ولفت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جاءت إلى السلطة معتقدة أن الحوار بين واشنطن وطهران قد يفيد الجانبين.
ولم تفلح جهود الرئيس الديمقراطي بايدن في إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في عام 2018. لكن ألترمان أشار إلى أن مساعدي بايدن ما زالوا يريدون استكشاف سبل المحادثات مع طهران.
وقال "لقد آمنوا دائما بإمكانية قبول الحوار، وبأن المشكلة تكمن في ماذا وعلى أساس أي شروط... كانت هذه فرصة للبدء في بناء الثقة، وهو ما يبدو لي صفحة من كتاب قواعد اللعبة الدبلوماسية".
واتفق معه إلى حد كبير آرون ديفيد ميلر من مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن، وقال "لا يمكنك تغيير العلاقة الأمريكية الإيرانية. كل ما يمكنك فعله هو البحث عن فرص... للتفاعل والتهدئة وتجنب سلم التصعيد الذي قد يقود إلى حرب".
(إعداد نهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز ومروة غريب)