أمستردام (رويترز) - دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج خلال حضوره افتتاح متحف للمحرقة في أمستردام يوم الأحد إلى الصلاة من أجل إحلال السلام والإفراج فورا عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أعقاب هجومها في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية.
ولدى وصوله إلى الكنيس البرتغالي لإلقاء خطاب، قوبل هرتسوج بصيحات استهجان من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يطالبون بوقف فوري للهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن ما يقرب من 31 ألف فلسطيني قُتلوا منذ أن شنت إسرائيل عمليتها العسكرية في القطاع ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، لا تزال الحركة تحتجز 134 منهم.
وقال هرتسوج في كلمته "الكراهية ومعاداة السامية آخذتان في الازدياد في أنحاء العالم، وعلينا أن نحاربهما معا".
وفي ساحة قريبة، هتف المتظاهرون "أوقفوا إطلاق النار الآن" و"أوقفوا قصف الأطفال" بينما كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "يهود ضد الإبادة الجماعية" و"حفيد أحد الناجين من المحرقة يقول: أوقفوا محرقة غزة".
وأطلق البعض ألعابا نارية وألقوا البيض على قوات الشرطة بينما حاول آخرون تسلق مركبات الشرطة مع تزايد التوتر في الاحتجاج في فترة ما بعد الظهر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن ما لا يقل عن ألف متظاهر شاركوا في الاحتجاج.
وقال المتظاهر هويبرت بوير "(حضور هرتسوج) هو صفعة على وجه الضحايا في غزة واليهود الذين ماتوا جوعا في الحرب العالمية الثانية".
وبالقرب من المتحف الجديد، وقفت مجموعة من الأشخاص يحملون الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن أمام المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وهتف بعضهم "عار عليكم" مع وجود أفراد من الشرطة لتهدئة التوتر.
ووضعت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان لافتات حول المتحف تدعو إلى تقديم هرتسوج إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وأحجم متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي عن التعليق.
وقالت المنظمة اليهودية الهولندية المناهضة للصهيونية التي نظمت الاحتجاج مع الجالية الفلسطينية الهولندية ومنظمة الأممية الاشتراكية إنه في حين أنها تحيي ذكرى ضحايا المحرقة، فإنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تستمر الحرب في غزة.
وتواجه إسرائيل قلقا دوليا بسبب سقوط عدد كبير من القتلى في الحرب، لكنها تقول إنها لم تبدأ الحرب وإنها تبذل كل ما في وسعها لتقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين، وتحمل حماس مسؤولية القتال في المناطق المكتظة بالسكان.
ورفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل واستشهدت بتصريحات لهرتسوج قال فيها إن المسلحين ليسوا وحدهم المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول وإنما "أمة بأكملها" وإن بلاده ستقاتل "حتى نكسر شوكتهم".
لكن هرتسوج قال إن تصريحاته حُرفت، وإن جزءا صغيرا مما صرح به نُقل عنه من أجل رفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وأصدر المتحف بيانا لوسائل الإعلام قال فيه إنه وجه الدعوة إلى هرتسوج قبل هجوم حماس على إسرائيل وما تلاه من حملة عسكرية إسرائيلية على غزة.
وجاء في البيان أن مسؤولي المتحف يقرون بأن حضور هرتسوج يثير تساؤلات لكنه أوضح أن الرئيس الإسرائيلي يمثل موطن الهولنديين الناجين من المحرقة الذين هاجروا إلى إسرائيل.
ومن المقرر أن يلتقي ملك هولندا وليام ألكسندر مع هرتسوج يوم الأحد.
(إعداد حسن عمار وأميرة زهران ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)