القدس (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين هم من أطلقوا النار على جمع من الناس كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في شمال قطاع غزة ونفى أن يكون جنوده هم من أطلقوا النار على القافلة ودافع عن تصرفاته في الحادث الذي وقع يوم الخميس وقال مسؤولون في غزة إنه أودى بحياة 21 شخصا.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت في نهاية فبراير شباط حين قُتل عشرات الفلسطينيين وهم ينتظرون شاحنات غذاء في الجزء الشمالي من غزة الذي انقطعت عنه إمدادات المساعدات إلى حد كبير مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية الدائرة منذ خمسة أشهر للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وحملت وزارة الصحة في غزة إسرائيل مسؤولية إطلاق النار ومقتل ثمانية أشخاص آخرين في دوار الكويت يوم الخميس وقالت إن ثمانية أشخاص آخرين قتلوا في غارة جوية في حادث منفصل وسط قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه أجرى تحقيقا أوليا وخلص إلى أن جنوده لم يطلقوا النار.
وقال في بيان "مراجعة أنظمتنا العملياتية وقوات الجيش الإسرائيلي على الأرض وجدت أنه لم تستهدف نيران دبابات، ولا ضربة جوية، ولا نيران مدافع، مدنيين في غزة كانوا عند قافلة المساعدات".
وأضاف أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار حين كان الناس يحصلون على المساعدات من الشاحنات كما دهست الشاحنات عددا من المدنيين.
وسلطت مثل هذه الحوادث الضوء على الظروف الفوضوية التي تصل فيها المساعدات إلى غزة وزادت الضغط على إسرائيل لإدخال مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى القطاع المحاصر الذي أصبح الآن خرائب إلى حد كبير.
وقال الجيش إنه يواصل مراجعة الحادث لكنه اتهم حماس، الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة، بما أسماه "حملة تشهير" تستهدف تحميل إسرائيل مسؤولية قتل أشخاص ينتظرون الحصول على المساعدات.
ورفضت إسرائيل اتهامات حكومات أجنبية ووكالات إغاثة بأنها أعاقت تدفق الغذاء والإمدادات الأخرى إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسببت في تزايد خطر المجاعة. وقال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إنه يعتزم "إغراق غزة" بالمساعدات عبر قنوات مختلفة.
وحملت إسرائيل جماعات الإغاثة الدولية مسؤولية عدم توصيل المساعدات وتقول إنها بدأت في ترتيب عمليات التسليم مع مقاولين محليين من القطاع الخاص.
وقالت إن المساعدات التي كانت الحشود تنتظرها يوم الخميس جاءت في قافلة من 31 شاحنة بهدف توزيعها في شمال قطاع غزة، وهي أول منطقة استهدفتها في هجومها حيث يعيش ما بين 250 ألفا و300 ألف شخص وسط الأنقاض.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)