من محمود عيسى
غزة (رويترز) - في مدرسة في غزة تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لا يجد آلاف الأشخاص الذين فروا من القصف الجوي الإسرائيلي ما يكفي لوجبة إفطار رمضان، على عكس المسلمين في أماكن أخرى الذين يتمتعون بموائد مترفة في الإفطار تليها أطباق كثيرة من الحلويات.
وقال باسل السويدي الذي يعيش في مخيم جباليا للاجئين "رمضان السنة دي مختلف. أول مرة نشوف هيك شهر رمضان، لا فيه أكل ولا فيه شرب ولا فيه مياه صالحة للشرب... ولا فيه حاجة أبدا والأكل زي ما أنت عارف ممنوع على الشمال يجي، فوت (اذهب) على كل السوق في معسكر جباليا وبيت لاهيا بتلاقيش علبة فول ولا علبة حمص حتى تعمل فطرة (إفطار) للأولاد، إحنا رمضان السنة دي لا اشي، مفيش أكل".
ويتعين على السويدي الاكتفاء بالقليل من العدس الأحمر لأفراد عائلته الباقين على قيد الحياة بعد أن قتلت الحرب 17 منهم.
وقال "أنا عائلتي استشهدوا يطلع 17 نفر وولاد عمي وحتى ابني أسير في السجن عمره 21 سنة اسمه محمد باسل السويدي يعني إحنا أول مرة قاعدين مفيش أكل ولا شرب ومفيش حاجة".
وطفرت الدموع إلى عينيه هو يقول "أولاد عمي ماتوا وكنا بنتلم في شهر رمضان وكنا بنلف على اخواتنا وعلى عماتنا وعلى حبايبنا مضلش، (لم يبق منهم أحد) كلهم استشهدوا، حبايبنا راحوا".
ومضى يقول "هذا رمضان بيختلف، فيه قتلى وجرحى وأسرى وقلة أكل... كنا نزور حبايبنا وولاد عمنا وقرايبنا وأخواتنا وحبايبينا كلهم".
وفي مكان قريب، أوقدت نساء النار للطهي، والمحظوظات منهن كان لديهن خضروات أو عدس، وتساءلن عما إذا كانت الحياة ستعود إلى طبيعتها في قطاع غزة وهو من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
وبدأت الحرب بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر على إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ثم أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وتحويل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، وفشلت الجهود التي بذلتها قطر ومصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وقال فايق الكفارنة بينما يغسل الصحون أمام خيمته "يعني بدنا فطرة (وجبة إفطار) مفيش، بدنا سحور مفيش، يعني بدنا راحة نفسية مفيش، بدنا نشتري حاجة لو شفناها مفيش... مستنيين علينا لما نموت هيك... والله يموتنا أفضل من هاي العيشة، إحنا مش عايشين، إحنا عايشين من قلة الموت".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)