من محمود عيسى وداود أبو الكاس وأحمد زقوت ومحمد سالم
غزة (رويترز) - قبل اندلاع حرب غزة كان قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقيرا ومكتظا بالسكان لكنه كان مفعما بالحياة، إذ كانت هناك مطاعم ومتاجر وملاعب كرة قدم وجامعات ومستشفيات.
وبعد ستة أشهر من بدء الحرب، استقل مصورون من رويترز دراجات وتجولوا في شوارعه التي عمها الخراب لرصد حجم الدمار الذي خلَفه قصف إسرائيلي قتل أكثر من 33 ألف شخص ردا على هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتكرر المشهد نفسه على طريق تلو الآخر، حيث هناك كومة أنقاض تلو الأخرى على امتداد الشوارع في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص يفتقرون إلى العقاقير والرعاية الطبية والغذاء في أزمة إنسانية متفاقمة.
ويعيش كثيرون في ملاجئ أو خيام بعد انتقالهم من جزء من الجيب الساحلي إلى آخر في محاولة للهرب من القصف المتواصل.
والحركة محدودة في شوارع غزة الهادئة. وعلامات الحياة قليلة، فلا يرى المرء من حين إلى آخر إلا رجالا يتنقلون بدراجات نارية أو صبي صغير يدفع عربة يدوية على طول طريق ترابي مرورا بمبان مهشمة وسط سحب من الغبار. ولم يسلم حتى المسجد من الدمار.
وفي لقطة أخرى، ظهر رجل يمشي حاملا كيس طحين (دقيق) على كتفه. فالمواد الغذائية شحيحة في غزة حيث يقول الفلسطينيون إن محاولة تأمين الإمدادات تمثل صراع حياة أو موت. وهذا يتجلى واضحا في الواقعة التي حصدت أرواح 100 فلسطيني في فبراير شباط أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من قافلة مساعدات. وقالت إسرائيل إن كثيرين ماتوا دهسا في أثناء تدافع، بينما تقول السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الحشود.
* مجاعة وشيكة
تشن إسرائيل هجومها ردا على هجوم حماس على بلداتها الجنوبية في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتحذر الأمم المتحدة من اقتراب شبح المجاعة وتشكو من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة. وتقول الولايات المتحدة أيضا إن المجاعة وشيكة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم عززوا وصول المساعدات إلى غزة، وإنهم غير مسؤولين عن التأخير وإن تسليم المساعدات داخل غزة مسؤولية الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الإنسانية. كما تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وتسليطا للضوء على الفوضى في غزة، قالت منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية التي أسسها الطاهي الشهير خوسيه أندريس إن قصفا إسرائيليا في وسط غزة يوم الاثنين تسبب في مقتل مواطنين من أستراليا وبريطانيا وبولندا من بين سبعة قتلى يعملون لحساب المنظمة غير الحكومية.
وفي الوقت الحالي لا يستطيع الفلسطينيون سوى السير في شوارع تعج بالركام ومشاهدة الأرض القاحلة التي يتسع نطاقها مع كل غارة جوية.
ورأى مصورو رويترز الذين كانوا يستقلون الدراجات علامات قليلة للحياة وسط بحر من الركام. فهناك امرأتان تسيران مع طفل صغير، ويجلس عدد قليل من الناس تحت مظلة ملونة، كما كان هناك رجال ينتقلون على عربة يجرها حمار. وتقف سيارات محترقة تماما على جوانب بعض الشوارع.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)