من محمد تركمان
المغير (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسعفون وشهود إن مستوطنين يهود مسلحين أغلقوا طرقا وخربوا ممتلكات واشتبكوا مع فلسطينيين في محيط بلدات وقرى في الضفة الغربية المحتلة يوم السبت، بعد مقتل فتى إسرائيلي خلال ما يشتبه بأنه هجوم مسلح.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شابا فلسطينيا يدعى عمر حامد (17 عاما) توفي متأثرا بجراحه بعد ساعات من إصابته برصاص أحد المستوطنين في قرية بيتين قرب رام الله. ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 20 فلسطينيا على الأقل أصيبوا. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المستوطنين اعتدوا على أحد مصوريها، وكان بعضهم يرتدي ملابس عسكرية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية تعزيز قواتها الأمنية للسيطرة على التصعيد خوفا من احتمال انتشار العنف نتيجة للحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.
وبدأت المناوشات بين المستوطنين والفلسطينيين في عدة مواقع بين مدينة رام الله وشمال نابلس يوم الجمعة بعد اختفاء فتى إسرائيلي (14 عاما) في المنطقة. وقال الجيش إنه عثر على جثته يوم السبت.
ووصفت إسرائيل عملية القتل بأنها "هجوم إرهابي" وقالت إنها تلاحق فلسطينيين يشتبه بأنهم نفذوا الهجوم.
وحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإسرائيليين على عدم عرقلة عمل قوات الأمن، وذلك في إشارة ضمنية إلى المستوطنين الذين كان الفتى بينهم.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن شهود ومسؤولين محليين القول إن مستوطنين أغلقوا مداخل بلدتين أخريين ورشقوا السيارات المارة بالحجارة. وذكرت الوكالة نقلا عن مسؤولين أن بعض المهاجمين أطلقوا ذخيرة حية.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن مستوطنين أحرقوا سيارة تابعة له وأطلقوا النار على أفراد طاقمه في قرية المغير قرب رام الله.
وأظهرت لقطات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات ومنازل وهي تحترق. ولم يتسن لرويترز التحقق حتى الآن من صحة المقاطع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن عشرات الإسرائيليين والفلسطينيين أصيبوا في مواجهات، بعضها شهد إطلاق نار، دون أن يذكر الطرف الذي أطلق النار. وقال مسؤولون ومسعفون فلسطينيون إن السكان غير مسلحين، على عكس المستوطنين.
ودخل مستوطنون قرية فلسطينية يوم الجمعة وأضرموا النيران في منازل وسيارات.
وقال مسعفون فلسطينيون إن شخصا قُتل في هذا الهجوم لكن لم يتضح ما إذا كان قُتل برصاص القوات الإسرائيلية أم على يد المستوطنين.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تقول إسرائيل إن قواتها تخوض الحرب للقضاء على مسلحيها في غزة، بيانا يوم السبت حثت فيه الفلسطينيين في الضفة الغربية على محاربة ما وصفتها بأنها "ميليشيات المستوطنين".
ورغم انسحاب معظم القوات البرية الإسرائيلية من غزة هذا الشهر، فإن الغارات الجوية مستمرة وكذلك التوغلات في النصيرات بوسط القطاع. وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين قُتلوا هناك يوم السبت.
وكان العنف في الضفة الغربية يتصاعد بالفعل قبل اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول بعد هجوم حماس المباغت على جنوب إسرائيل. وتزايد التصعيد منذ ذلك الحين مع تكثيف المداهمات الإسرائيلية وزيادة الهجمات الفلسطينية في الشوارع.
والضفة الغربية من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية هناك غير قانونية، وهو ما تعارضه إسرائيل.
(تغطية صحفية معيان لوبيل من القدس وعلي صوافطة من رام الله ونضال المغربي من القاهرة - إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج ومحمد عطية ودعاء محمد للنشرة العربية - تحرير معاذ عبدالعزيز)