من ديدي هايون ورامي أميخاي
القدس (رويترز) - تسبب أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل في قلق للإسرائيليين ومخاوف من أن حربا أكبر باتت وشيكة.
وبينما يعتاد السكان منذ فترة طويلة على صوت صفارات الإنذار من الهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المدعومة من إيران، فإن وصول مئات الطائرات المسيرة والصواريخ من إيران خلال ليل السبت شكَل عنصرا جديدا في صراع الشرق الأوسط المتداخل.
وأعلنت إسرائيل يوم الأحد أن الهجوم لم يسفر سوى عن إلحاق أضرار طفيفة بعد أن قال الجيش إنه أسقط كل الطائرات المسيرة والصواريخ التي أرسلتها إيران تقريبا والتي تخطى عددها 300.
وتسبب الهجوم في خوف الإسرائيليين الذين يقاتل جيشهم حركة حماس في قطاع غزة منذ سنوات لكنه لم يخض أبدا حربا مباشرة مع إيران التي تعد من القوى الكبرى في المنطقة. وشوهد في السماء وميض أضواء وصول الأسلحة الإيرانية والدفاعات الجوية التي اعترضتها خلال ليل السبت.
وقالت سيسيل سمولوفيتز وهي من سكان القدس "أعتقد أن الأمر كان مخيفا للغاية عندما بدأنا في منتصف ليل السبت نسمع انفجارات ولم نكن نعلم ما هي، أعني نعلم ماذا كانت لكن لم نكن نعلم إلى أي مدى ستصل".
وأضافت "لكن نحمد الرب نجح الجيش الإسرائيلي وحتى الآن الوضع هادئ ونأمل في أن يستمر على هذا النحو".
وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل نيسان والذي قتل عددا من كبار الضباط الإيرانيين من بينهم قياديان كبيران في الحرس الثوري.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن تلك الضربة لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها نفذتها بالفعل.
وزاد الإسرائيليون من مستوى التأهب بعد أن توعد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي بالرد.
وحذرت إيران إسرائيل والولايات المتحدة يوم الأحد من "رد أكبر بكثير" في حالة حدوث أي رد انتقامي على هجومها الكبير بالطائرات المسيرة والصواريخ ليل السبت.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال للعالم مرارا إن إيران تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، بتحقيق النصر.
ووضع التهديد باندلاع حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل وجر الولايات المتحدة إلى الصراع المنطقة على شفا الهاوية.
وقال بعض الإسرائيليين إنهم لا يرغبون في التصعيد لكن مع تصاعد المخاطر إلى هذا الحد، فإنهم يشعرون بالقلق رغم امتلاكهم أقوى جيش في المنطقة والأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية.
وقال جيريمي سميث (60 عاما) من سكان تسور هداسا "آمل حقا ألا تندلع حرب كبيرة، لا أحد منا في إسرائيل يريد حربا كبيرة لذا آمل أن تتوقف إيران الآن".
وأضاف "أتصور أن إسرائيل سترد لأن بلادنا بأكملها كانت مغطاة بالصواريخ والطائرات المسيرة. فماذا يمكن أن نفعل؟ علينا أن نوقفها بأي طريقة ممكنة".
وقبل الهجوم الإيراني، أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات للمواطنين بعدم تنظيم تجمعات كبيرة، وإغلاق جميع المدارس وأماكن مخيمات الأطفال خلال عطلة عيد الفصح اليهودي وإغلاق بعض الشواطئ ومواقع السفر.
وقالت إيمي فريدلانج مورجانز (71 عاما) وهي من سكان القدس "لم نرغب في الحرب مع حماس لكنهم هاجمونا. ولا نريد حربا مع إيران لكنهم هاجمونا".
وأضافت "لا نريد حربا مع إيران لكنهم بطريقة ما لا يستطيعون تقبل اليهود الذين يعيشون هنا. هذا وطننا كما ذُكر في الكتاب المقدس".
ووقع الهجوم الإيراني على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة والتي قتلت فيها القوات الإسرائيلية أكثر من 33 ألف فلسطيني، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
واندلعت الحرب، وهي الأكثر دموية وتدميرا من بين العديد من الهجمات المماثلة على مر السنين، بعد أن هاجم مسلحو حماس إسرائيل في هجوم عابر للحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
(إعداد سلمى نجم ودنيا هشام للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)