من نضال المغربي
القاهرة (رويترز) - قال مسؤولون فلسطينيون على الحدود إن إسرائيل أطلقت سراح 150 فلسطينيا احتجزتهم خلال عملياتها العسكرية في غزة وأعادتهم إلى القطاع يوم الاثنين، ويقول كثيرون منهم إنهم تعرضوا لانتهاكات في أثناء فترة احتجازهم.
أضاف المسؤولون أن المعتقلين، ومن بينهم عضوان في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أُطلق سراحهم يوم الاثنين، بعد احتجازهم لمدة 50 يوما، عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل في جنوب غزة.
وذكر المسؤولون أن عددا من المفرج عنهم أُدخل إلى المستشفيات بعد أن شكوا من سوء المعاملة داخل السجون الإسرائيلية. وينفي الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات.
وقال كثيرون ممن أُفرج عنهم إنهم استُجوبوا بشأن ما إذا كانت لهم صلات بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة.
وقال سفيان أبو صلاح (42 عاما) لرويترز عبر الهاتف من المستشفى "ذهبت إلى السجن برجلين ورجعت بواحدة"، مضيفا أنه لم يكن لديه تاريخ طبي من الأمراض المزمنة قبل اعتقاله.
وذكر أبو صلاح، وهو أب لأربعة أطفال، "صار عندي التهابات في رجلي رفضوا (الإسرائيليون) يعالجوني، بعد عشرين يوم أخذوني على المستشفى كانت الالتهابات انتشرت بعد أسبوع قالوا إذا بدك تعيش لازم تقطع رجلك"، مضيفا أنه تعرض للضرب على يد الإسرائيليين.
وقال أبو صلاح وهو من سكان بلدة عبسان شرقي خان يونس إن القوات الإسرائيلية اعتقلته في نهاية فبراير شباط من داخل مدرسة كان يحتمي بها هو وأسرته.
وذكر أنه ليس لديه أي فكرة عن مكان احتجازه، لكنهم "كانوا معتقلينا في معسكر للجيش مش في سجن".
وتقول جمعية نادي الأسير الفلسطيني إنه يوجد ما لا يقل عن 9100 فلسطيني من غزة والضفة الغربية محتجزين في إسرائيل. ولا يشمل هذا العدد أولئك الذين اعتقلوا في غزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، إذ لم تكشف إسرائيل عن عدد من اعتقلتهم خلال هجومها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان لرويترز إنه يتصرف وفقا للقانونين الإسرائيلي والدولي وإن من يعتقلهم يحصلون على الغذاء والماء والدواء وملابس مناسبة.
وأضاف الجيش "نعمل على إعادة الأمن لمواطني إسرائيل وعودة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب بينما نلتزم بالقانون الدولي في عملياتنا"، مشيرا إلى إحالة شكاوى معينة بشأن تصرفات غير لائقة إلى الجهات المختصة للمراجعة.
* لا توجد معلومات عن المعتقلين
تقول جماعات حقوقية فلسطينية ودولية إنها على علم بما أُثير عن سوء المعاملة في السجون الإسرائيلية. وتضيف أن إسرائيل ترفض الكشف عن معلومات تخص المعتقلين من غزة بما يشمل عددهم وأماكن احتجازهم.
وفي ديسمبر كانون الأول، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها تلقت تقارير عديدة عن عمليات اعتقال جماعية وسوء معاملة واختفاء قسري لفلسطينيين في شمال غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز يوم الاثنين إنها لم تتمكن من زيارة أي معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر تشرين الأول عندما منعت إسرائيل مثل هذه الزيارات، لكنها أشارت إلى علمها بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن ارتفاع معدلات الاعتقال على يد القوات الإسرائيلية، فضلا عما أُثير عن إساءة معاملة المعتقلين.
وأضافت اللجنة "المعتقلون القادمون من الأراضي المحتلة يُنظر إليهم بوصفهم أشخاصا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949... يجب إخطار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجميع الأشخاص المحميين المسلوبين من حريتهم وضمان وصول مندوبي اللجنة الدولية إليهم أيا كان مكان احتجازهم، بما في ذلك مراكز الاستجواب أو السجون أو المستشفيات أو معسكرات الجيش".
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن المفرج عنهم يوم الاثنين تعرضوا "لشتى أنواع التعذيب والتنكيل" وإن كثيرين منهم أُدخلوا إلى المستشفيات بعد إطلاق سراحهم. ولم يذكر أمثلة على أنواع الإيذاء الجسدي أو النفسي.
واتهمت جمعية نادي الأسير الفلسطيني إسرائيل بمواصلة حجب المعلومات عن الأشخاص الذين تحتجزهم في غزة بما يشمل أماكن احتجازهم.
وجاءت العملية العسكرية في غزة بسبب الهجوم الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وتتهم إسرائيل حماس بإساءة معاملة الرهائن والاعتداء عليهم جنسيا.
وأسفر القصف الإسرائيلي منذ هجوم حماس عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، وسط مخاوف من وجود كثيرين تحت الأنقاض.
ونزح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وحذرت وكالات الإغاثة من أن المجاعة وشيكة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن العمليات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 68 شخصا وإصابة 98 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتقول إسرائيل إنها تتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط قتلى في صفوف المدنيين.
(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)