تأرجحت مؤشرات الأسهم الأمريكية بحلول منتصف تداولات الجلسة الأمريكية اليوم الأربعاء، حيث تواصل تداولاتها قرب المستويات التي أنهت جلسة الأمس عندها، عقب صدور بيانات مهمة عن الاقتصاد الأمريكي، تمثلت في مؤشر أسعار المنتجين، حيث أطهر المؤشر بأن الضغوطات التضخمية لا تزال تحت السيطرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن المستثمرون نظروا إلى التقرير بطريقة أخرى نظراً لكونه جاء بأعلى من التوقعات ولو كان بشكل طفيف ليظهر تساؤل في أوساطهم حول مستقبل التضخم في الاقتصاد الأمريكي.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن بيانات قطاع المنازل الأمريكي والتي صدرت اليوم أشارت إلى أن الأنشطة في القطاع تراجعت بالمقارنة مع الشهر الماضي، حيث شهدنا تراجع أعداد المنازل المبدوء إنشائها وبأسوأ من التوقعات خلال شهر أيار، بتأثير مباشر من انتهاء العمل ببرنامج "الإعفاء الضريبي" والقاضي بإعادة الضرائب لمشتري المنازل لأول مرة، والذي قدمته الحكومة الأمريكية لجذب مشتري المنازل، ناهيك عزيزي القارئ عن انخفاض تصريحات البناء خلال أيار بأدنى من التوقعات، الأمر الذي أعطى دلالة واضحة على مستقبل القطاع، وبالأخص في موضوع الطلب على المنازل، لنستنتج بأن قطاع المنازل لا زال يعاني من تبعات أسوأ أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية، مع العلم بأن قطاع المنازل هو من بدأ الأزمة.
وقد توجه المستثمرون في تداولاتهم اليوم نحو الأصول ذات العائد المتدني وسندات الخزينة، بصفتها استثمارات آمنة، في حين شهدت معدلات الطلب على المخاطرة تراجعاً خلال جلسة تداولات اليوم الأربعاء، الأمر الذي أعطى الدولار الأمريكي المزيد من الزخم، ليرتفع أمام معظم العملات الرئيسية، ولكنه فشل في وقف ارتفاع الجنيه الاسترليلني لليوم الثالث على التوالي، حيث انخفض الدولار الأمريكي أمام الجنيه الاسترليني والين الياباني، علماً بأن الين الياباني يعد أحد الأصول ذات العائد المتدني بشكل أوضح من الدولار الأمريكي، الأمر الذي قاد مؤشر الدولار الأمريكي للانخفاض بشكل طفيف ليصل إلى 85.97 بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية والتي بلغت 86.07، أما الذهب فقد شهد انخفاضاً في الوقت الذي شهدت فيه أسعار النفط ارتفاعاً لتصل غلى 77.50 دولار أمريكي للبرميل.
وقد تأثرت مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم بتلك الأنباء الصادرة عن شركة فيديكس، والمتعلقة بالتوقعات المستقبلية لأداء الشركة خلال الربع الرابع من العام المالي الجاري 2010، والتي جاءت مخيبة للآمال، في حين أننا شهدنا قيادة سهم بريتيش بتروليوم لارتفاع قطاع الطاقة، عقب موافقة الشكرة على توفير 20.0 مليار دولار أمريكي للسيطرة على التسرب النفطي في قاع خليج المكسيك، وبالتالي فإن ذلك الخبر أعطى المستثمرين نظرة قوية حول مستقبل الشركة.
وقد شهدنا انخفاض مؤشر الداو جنز الصناعي بقيادة أسهم الشركات داخل المؤشر، ولكن قيادة الانخفاض كانت لسهم شركة ترافيلرز والتي دخلت في اتفاقية تمويل لثلاث سنوات مع مقرضي الشركة إلى جانب بنك أوف أمريكا، مما أدى إلى فقدان المؤشر لأكثر من 5.0 نقاط حتى الآن، في حين ارتفع سهم شركة ATP Oil & Gas Corp بنسبة 10% تقريباً، عقب صدور توصيات عن بنك أوف أمريكا بخصوص سهم الشركة ورفع توصيات البنك من "محايد" إلى "شراء" وذلك بحسب توصيات بنك أوف أمريكا، في حين هبطت أسهم Fannie Mae و Freddie Mac بنسبة 3.0% تقريباً عقب استلام الشركتين لبيان من صناع القرار يفيد بسحب أسهم الشركتين من التداول.
وبحلول منتصف تداولات الجلسة الأمريكية فقد انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي بواقع 18.14 نقطة، أي بنسبة 0.17% ليصل إلى 10386.63 نقطة، أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فقد انخفض بواقع 1.31 نقطة، أي بنسبة 0.12% ليصل إلى 1113.92 نقطة، في حين شهدنا ارتفاع مؤشر النازداك المجمع بواقع 0.03% أي ما يعادل 0.66% ليصل إلى 2306.54 نقطة.
سهم شركة فيديكس انخفض بنسبة 3.24% ليصل إلى 80.32 دولار أمريكي للسهم الواحد، أما سهم BP PLC فقد انخفض بنسبة 0.69% ليصل إلى 31.19 دولار أمريكي، في حين أننا شهدنا انخفاض سهم فريدي ماك انخفض 42.76% ليصل إلى 0.70 دولار أمريكي، مسجلاً أدنى مستوياته عند 0.52 دولار أمريكي، وفي النهاية فإن سهم فاني ماي انخفض 43.67% ليصل إلى 0.52 دولار أمريكي عقب تسجيله لأدنى مستوياته عند 0.41 دولار أمريكي للسهم الواحد.