شرناق(تركيا) (رويترز) - صعدت تركيا يوم الثلاثاء معارضتها لاستفتاء على الاستقلال ينوي إقليم كردستان العراقي إجراءه وأعلنت إجراء تدريبات عسكرية عند الحدود الجنوبية وقالت إن تقسيم جاراتها سيؤدي إلى صراع عالمي.
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي يوم الثلاثاء في أنقرة إن الاستفتاء المزمع الاثنين المقبل يشكل خطرا داهما ويتعين على تركيا أن تتخذ "كل الإجراءات" اللازمة لإحباط أي خطوات مماثلة قد تحدث في جنوبها الشرقي ذي الأغلبية الكردية.
وتتحدى السلطات الكردية العراقية الضغوط الدولية المتنامية لإلغاء الاستفتاء الذي يخشى جيران العراق أن يزكي النزعة الانفصالية لدى مواطنيهم من الأكراد. في حين تخشى القوى الغربية أن يصرف التركيز عن القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال جانيكلي "التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا... انتهاك وحدة أراضي سوريا والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له".
وتمركز الجنود الأتراك عند الحدود الجنوبية لبلادهم مع العراق يوم الثلاثاء موجهين أسلحتهم باتجاه كردستان بشمال العراق.
ويتوقع أن تستمر المناورات العسكرية التركية المفاجئة حتى 26 سبتمبر وفقا لما قالته مصادر عسكرية أي بعد يوم على الاستفتاء.
وقال مراسل لرويترز إنه شاهد مدرعات تنقل أسلحة ثقيلة وجنودا يتمركزون في مواقع حفرت خصيصا لذلك، مشيرا إلى أن فوهات الأسلحة موجهة نحو الحدود العراقية.
وتخشى تركيا، التي يعيش بها عدد كبير من الأكراد في الجنوب، أن يقوي الاستفتاء على الاستقلال في العراق شوكة حزب العمال الكردستاني المحظور. ويخوض الحزب تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي.
كما تعتبر تركيا نفسها حامية الأقلية العرقية التركمانية بالعراق مع شعورها بقلق بشكل خاص بشأن مدينة كركوك التي مدد الأكراد سيطرتهم إليها منذ تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.
وانتشرت الشرطة في أرجاء المدينة لمنع أي اشتباكات عرقية، وفقا لما قال سكان محليون.
وسيتأثر أي رد من أنقرة بعلاقاتها الاقتصادية القوية بحكومة كردستان العراق.
وتضخ كردستان العراق مئات الآلاف من براميل النفط يوميا عبر تركيا كما أقرت خططا تقدمت بها شركة روسنفت النفطية الروسية العملاقة للاستثمار في شبكة أنابيب تنقل الغاز إلى تركيا وأوروبا.
وتأتي المناورات العسكرية التركية وسط تصعيد تركيا والحكومة العراقية المركزية في بغداد وجارتهما إيران لاعتراضاتها وتحذيراتها من المضي في الاستفتاء على الاستقلال.
كما عبرت الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى عن مخاوفها حيال هذه الخطوة وطلبت من رئيس الإقليم مسعود برزاني إلغاء التصويت خوفا من أن يؤدي إلى صرف الانتباه عن قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وقدمت تركيا موعد اجتماع لحكومتها وجلسة لمجلس الأمن القومي التركي إلى يوم الجمعة لمناقشة الخطوات الممكن اتخاذها.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)