من متين ساهاك
تشاربولاك (أفغانستان) (رويترز) - قال قرويون في أفغانستان إن حركة طالبان حذرتهم من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقررة هذا العام وهددت بحرق منزل أي شخص يشارك فيها، وذلك في محاولة لتعطيل التصويت الذي يعتبر اختبارا كبيرا لمصداقية الحكومة.
وتمثل الانتخابات البرلمانية والإقليمية المقررة في أكتوبر تشرين الأول تحديا ضخما أمام حكومة تتعرض لضغط شديد من داعميها الدوليين لضمان نزاهة ومصداقية التصويت.
لكن طالبان التي أعلنت بدء هجوم الربيع السنوي الأسبوع الماضي أوضحت أنها لن تسمح بإجراء الانتخابات التي تعد بمثابة تجربة لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.
وقال كمال الدين، وهو من سكان قرية رحمت اباد في إقليم بلخ بشمال البلاد، إن مقاتلين من طالبان زاروا القرية الأسبوع الماضي. وأضاف "جمعونا في المسجد وهددونا بإحراق القرية إذا ذهبنا إلى مراكز التسجيل وأدلينا بأصواتنا".
وبدأت العملية المعقدة لتسجيل الناخبين في أكثر من 7000 مركز على مستوى البلاد هذا الشهر في 34 عاصمة إقليمية فيما سيبدأ التسجيل الشهر المقبل في مراكز الأقاليم والقرى.
وقال شمس، وهو من سكان منطقة دولت اباد الواقعة في شمال إقليم بلخ، إن أحدث زيارة قامت بها عناصر من طالبان لتحصيل العشور والزكاة تضمنت تحذيرا واضحا من مغبة المشاركة في الانتخابات.
وقال "جاءوا بأعداد كبيرة لإظهار قوتهم لأن الانتخابات اقتربت ويريدون أن يرى الناس".
ونفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إصدار تهديدات بحرق المنازل لكنه قال إنهم ناشدوا الناس الابتعاد عن الانتخابات.
وكان قادة آخرون في طالبان أكثر صراحة.
وقال أحدهم طالبا عدم نشر اسمه "حرق المنزل سيكون عقوبة صغيرة إذا تورطوا في دعم هذه العملية الأمريكية لإطالة أمد البقاء في أفغانستان".
وشنت قوات الأمن الأفغانية عمليات ضد حركة طالبان وتعهدت بأن يدلي الناس بأصواتهم في أجواء آمنة.
وقال محمد اسحق راهجوزار حاكم إقليم بلخ "لن نسمح لأحد بمنع الانتخابات في الإقليم". وأضاف "إذا أطلقت طالبان تحذيرات فهذه إحدى وسائلها لترويع الناس لكننا نسعى لضمان عدم تضرر أي شخص خلال (الانتخابات)".
لكن الشكوك تساور الكثير من الأفغان في المنطقة بعد أن شهدوا طيلة سنوات عمليات تطهير عدة نفذها الجيش وكانت تنتهي بعودة طالبان مرة أخرى.
وقال فاضل أحمد وهو من سكان منطقة تشيمتال بإقليم بلخ "كان لطالبان وجود في هذه المنطقة لفترة طويلة جدا".
وأضاف "ليست لدى الحكومة وقوات الأمن القدرة على توفير الأمن. سنلقى حتفنا إذا انتخبنا".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)