من أليكس لولر
لندن (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن أوبك لا تتعجل البت في ضرورة ضخ كميات نفط إضافية لتعويض تراجع متوقع في صادرات إيران بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة، مضيفة أن أي فقد في المعروض سيستغرق وقتا.
ومنظمة البلدان المصدرة للبترول مرتبطة باتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين خارج أوبك لخفض الإمدادات مما ساعد في محو تخمة المعروض العالمي ورفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 2014.
يدرس المسؤولون ما إذا كان تراجع في صادرات إيران وانخفاض في إمدادات عضو آخر هو فنزويلا يتطلب تعديل الاتفاق الذي يستمر حتى نهاية 2018. ويجتمع الوزراء في يونيو حزيران لمراجعة السياسة.
وستتضمن العقوبات الأمريكية على إيران مهلة مدتها ستة أشهر ينهي خلالها المشترون وارداتهم النفطية تدريجيا، وهو ما يعني أن أي فقد في المعروض لن يظهر أثره في السوق على الفور.
وقال مصدر بأوبك حين سئل عن أي خطط للتحرك "أعتقد أن أمامنا 180 يوما قبل ظهور أي أثر على المعروض".
وذكر مصدر ثان بأوبك أنه بينما تجري دراسة الحاجة لضخ إمدادات إضافية، فإن الأسلم للمنظمة أن تظل على موقفها حاليا وتراقب الوضع.
وبلغ سعر النفط 78 دولارا للبرميل يوم الخميس، مسجلا أعلى مستوياته منذ نوفمبر تشرين الثاني 2014، بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي العالمي مع إيران وستفرض عقوبات جديدة.
وتصدر إيران، التي تضخ نحو أربعة بالمئة من النفط العالمي، ما يقارب 450 ألف برميل يوميا إلى أوروبا وحوالي 1.8 مليون برميل يوميا إلى آسيا. ويرى المحللون أن الاحتمال الأكبر هو تقلص المبيعات لأوروبا بسبب العقوبات.
وفي إطار اتفاق المعروض، تعهدت أوبك بخفض إمدادات أعضائها 1.2 مليون برميل يوميا. لكن المنظمة تجاوزت هذه التخفيضات عمليا، لأسباب من بينها هبوط إنتاج فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية.
ومن المقرر أن يلتقي وزراء نفط دول أوبك وشركائها يومي 22 و23 يونيو حزيران في فيينا لمراجعة الاتفاق الحالي.
وقبل هذا الاجتماع، سيجتمع مسؤولون فنيون يومي 22 و23 مايو أيار حيث من المرجح أن يناقشوا ضرورة ضخ براميل إضافية لتعويض أي فقد في الإمدادات الإيرانية.
وقال مصدر ثالث بأوبك إن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هناك ضرورة لضخ كميات نفط إضافية، مشيرا إلى قدرة إيران على الحفاظ على تدفق معظم صادراتها في ظل جولة سابقة من العقوبات. وأضاف "من المبكر جدا الحكم" على الأمر.
كان مصدر منفصل في أوبك قال يوم الأربعاء إن السعودية تراقب تأثير الخطوة الأمريكية على إمدادات النفط ومستعدة لتعويض أي نقص، لكنها لن تتحرك بمفردها.
وذكر ذلك المصدر أيضا أنه يجب تقييم أثر العقوبات الأمريكية على الإمدادات الإيرانية أولا، وأن السعودية لا تتوقع أي أثر ملموس على السوق حتى الربع الثالث أو الرابع.
(شاركت في التغطية رانيا الجمل في دبي - إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيى)