من جوليان بريتو
روستوف أون-دون (روسيا) (رويترز) - أنهت ايسلندا أول مغامرة لها بنهائيات كأس العالم لكرة القدم بطريقة شجاعة يوم الثلاثاء بخسارتها 2-1 أمام كرواتيا متصدرة المجموعة الرابعة بفضل هدف قبل النهاية من إيفان بريشيتش بينما تأهلت الارجنتين في المركز الثاني.
وسجل بريشيتش، والذي لم تتم اراحته في مباراة الثلاثاء الى جانب لوكا مودريتش فقط، في الدقيقة الأخيرة ليؤكد على مواجهة الدنمرك في دور 16 عقب تسجيل ميلان باديل لهدف التقدم لكرواتيا في الشوط الثاني قبل ان يتعادل جيلفي سيجوردسون من ركلة جزاء في الدقيقة 76.
وأنهت تشكيلة ايسلندا، وهي اصغر دولة على الاطلاق تشارك في كأس العالم، المنافسات في قاع المجموعة برصيد نقطة واحدة بعد أول ظهور لها في النهائيات لكنها ستغادر روسيا ورأسها مرفوعة في ظل تحية جماهيرها للفريق بطريقتها المميزة التي تشبه صوت الرعد.
وانتزعت الارجنتين المركز الثاني وستواجه فرنسا عقب فوزها على نيجيريا 2-1 وهي النتيجة التي أعادت الفريق الافريقي صاحب المركز الثالث الى بلاده.
وقال باديل أفضل لاعب في المباراة "حقيقة الدفع بتسعة لاعبين جدد تثبت قوة تشكيلتنا. يجب ان نفخر بذلك. وفقا لما اعتدنا عليه في هذا البطولة، فانك عندما تلعب مباريات تتسم بالضغط الشديد، فيجب ان تتمتع بقوة في العمق واثبتنا اننا نتمتع بذلك اليوم" وذلك مع تطلع كرواتيا على الاقل لمعادلة مع حققته تشكيلتها في نهائيات كأس العالم 1998 ببلوغ الدور قبل النهائي.
واتسم هيمير هالجريمسون مدرب ايسلندا بنزعة فلسفية. وقال مدرب أيسلندا "لم نخض الكثير من المباريات مثل هذه أمام فرق مثل كرواتيا ومع ذلك صنعنا مثل هذا الكم من الفرص".
وأضاف "سنحت لنا الفرصة لتحقيق الهدف الذي كنا بحاجة اليه. كانت صدمة ان تتلقى شباكنا هدفا لكننا لم نستسلم. اظهر هذا شخصية اللاعبين. تركنا كل شيء خلفنا.
"لم نبخل بذرة جهد أو عرق في الدقائق الأخيرة".
ومع تأكد الصعود، دفع المدرب زلاتكو داليتش بأصغر تشكيلة تلعب بها كرواتتيا في كأس العالم حتى الان حيث اجرى تسعة تغييرات على الفريق الذي فاز 3-صفر على الارجنتين وحتى مع معاناتهم في بعض الاوقات، اتسم لاعبو كرواتيا بالحسم.
وكما هو متوقع، سيطرت كرواتيا على خط الوسط وبدت ايسلندا سعيدة للغاية بهذا السيناريو وظهر انها ستحرج منافستها بواسطة الهجمات المرتدة.
*نهاية حزينة
وبدأت الجماهير الايسلندية الأمسية أولا بالتصفيق الشهير الخاص بها دعما للاعب الوسط بيركر سيفارسون، الذي ترك الملعب لفترة وهو ينزف من انفه عقب ضربة بالمرفق من ماركو بياتسا.
وبدا استحواذ كرواتيا بدون فائدة، لكن ومع اكتفاء الفريق بالتعادل ليتصدر المجموعة، لم يكن هناك الكثير من الحوافز خاصة وان ايسلندا بدت بلا أي انياب هجومية حتى بلغتها أنباء تسجيل ليونيل ميسي هدف التقدم للارجنتين.
وبدأت ايسلندا تهاجم بقوة وتضع كرواتيا تحت ضغط.
وقبل خمس دقائق على نهاية الشوط الأول، تبادل ألفريد فينبوجاسون الكرة مع سيجوردسون لكن تسديدته المباشرة من داخل منطقة الجزاء ذهبت بعيدا.
وقبل انتهاء الشوط الأول بقليل، أطلق آرون جونارسون تسديدة ذهبت باتجاه الزاوية العليا للمرمى قبل ان يبعدها الحارس لوفري كالينيتش.
وسنحت أول فرصة صريحة لكرواتيا بعد ان أطلق باديل تسديدة صاروخية في العارضة بعد ست دقائق على بداية الشوط الثاني. وبدا لاعب الوسط أكثر دقة بعدها بدقيقتين بعد ان أطلق تسديدة مباشرة في الشباك ليفتتح التسجيل.
وواجهت ايسلندا مهمة صعبة للغاية بعد ان تعادلت نيجيريا في الوقت ذاته تقريبا مع الارجنتين لكنها ردت بسرعة.
وأجبر سفيرير إينجاسون الحارس كالينيتش على التصدي لتسديدته بشكل رائع قبل ثوان من لعبه لضربة رأس مرت فوق العارضة مباشرة.
وتلقت ايسلندا المكافأة على الفور في الدقيقة 76 بعد ان لمس ديان لوفرين الذي حل بديلا في الشوط الثاني الكرة بيده داخل منطقة الجزاء. وسدد سيجوردسون ركلة الجزاء في سقف شباك كرواتيا ليحرز هدف التعادل.
وزادت آمال ايسلندا ثانية، لكن انهاء بريشيتش للهجمة بشكل هادئ واسكانه الكرة الشباك بعد اندفاعه من الناحية اليسرى أكد ان القصة السعيدة لايسلندا لن تكتمل فصولها.
(اعداد وتحرير احمد عبد اللطيف للنشرة العربية)