استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

تحقيق-بين الحرب والمجاعة.. أطفال اليمن لا يرون أملا في دعوات وقف القتال

تم النشر 14/11/2018, 21:00
© Reuters. تحقيق-بين الحرب والمجاعة.. أطفال اليمن لا يرون أملا في دعوات وقف القتال

تعز (اليمن) (رويترز) - يرقد الطفل غازي محمد الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام على سرير يعلوه الغبار في جناح بأحد المستشفيات في مدينة تعز اليمنية وقد خارت قواه فلم يكد يستطيع مراقبة الأطباء والممرضين وهم يفحصون جسده الهزيل.

ويزن الصبي 8.5 كيلوجرام فحسب أي أقل من ثلث متوسط الوزن لصبي في عمره. وهرب غازي من الجوع والفقر في قريته الجبلية العام الماضي ليجد المزيد من المعاناة في انتظاره في تعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وقال طبيبه أمين العسلي "هذا يعطيك انطباعا إنه مثلا المساعدات الغذائية التي تأتي للشعب اليمني لن تصل لأهلها أو للمحتاجين لها، يعني توزيع عشوائي يعني هؤلاء لا يوجد لهم ما يأكلوه بالبيت، يعني وجبة واحدة".

وبعد أن كانت القوى الغربية تمد التحالف الذي تقوده السعودية بالأسلحة والمعلومات في حربه ضد الحوثيين في اليمن منذ نحو ثلاث سنوات، تضغط هذه القوى الآن لإنهاء الصراع الذي قتل أكثر من عشرة آلاف شخص ووضع البلد على شفا المجاعة.

وشدد الغرب مواقفه بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو منتقد للسياسة السعودية، في قنصلية الرياض في اسطنبول يوم الثاني من أكتوبر تشرين الأول.

وأثار موته غضبا عالميا وسلط الضوء على الحملة التي تشنها السعودية على المعارضة وسياساتها الخارجية بما في ذلك دورها في حرب اليمن والتي انتقدتها جماعات حقوق الإنسان ومشرعون أمريكيون.

لكن الدعوات لإنهاء القتال جاءت بعد فوات الأوان بالنسبة لملايين المدنيين اليمنيين، ومنهم الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والجوع في الحرب المعقدة المتعددة الأطراف.

ويقول يوسف الصلوي وهو طبيب آخر "هو (الطفل) يحتاج إلى رعاية كاملة بدءا بالمستشفى وبعدين بالمنزل"، مضيفا أن الأمر يتوقف على الوضع المادي للأسرة نظرا لأن سوء التغذية يمكن أن يصيب الأسرة بأكملها.

وفي تعز، يعاني الأطفال الذين يصارعون الموت في المستشفيات من الصدمات بسبب القصف المدفعي المستمر وإطلاق الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات فيما تقاتل قوات الحكومة المدعومة من السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران في الشوارع المدمرة.

وتقول الأمم المتحدة إن من بين نحو 29 مليون يمني، يحتاج 22 مليونا إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وإن 18 مليونا تقريبا منهم يعانون من الجوع بينما يعاني 8.4 مليون من الجوع الشديد.

وقال ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن "نأمل أن تعود المحادثات بشأن عملية السلام إلى مسارها. هذا يمنحنا الأمل، لكن من المهم للغاية للشعب اليمني أن يتوقف هذا الصراع في أسرع وقت ممكن".

*هجوم على الحديدة

يأمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث في حمل الطرفين المتحاربين على الجلوس على طاولة المفاوضات قبل نهاية العام.

وبعد السيطرة على ميناء عدن الجنوبي في 2015، لم يحقق التحالف مكاسب كبيرة تذكر. ورغم أنه يتمتع بالتفوق الجوي، فقد أثبت الحوثيون تفوقهم في حرب الشوارع.

ولا يزال الحوثيون يسيطرون على معظم المناطق المأهولة بما في ذلك العاصمة صنعاء وميناء الحديدة.

وجدد التحالف بقيادة السعودية والإمارات هجماته على الحديدة، وهي شريان حياة رئيسي لملايين اليمنيين بينما دعت واشنطن ولندن إلى وقف إطلاق النار.

وتخشى وكالات الإغاثة أن يعطل أي هجوم على الحديدة عملياتها ويعرض المزيد من المدنيين للخطر لأن الميناء لا يزال المصدر الأساسي لواردات الغذاء والمساعدات الإنسانية الضرورية.

واستؤنفت المعارك في الشوارع والضربات الجوية في وقت متأخر أمس الثلاثاء في الحديدة رغم هدوء المعارك في الوقت الذي زار فيه مسؤولون من الأمم المتحدة المدينة المطلة على البحر الأحمر لتقييم الأمن الغذائي.

© Reuters. تحقيق-بين الحرب والمجاعة.. أطفال اليمن لا يرون أملا في دعوات وقف القتال

وقال أحد السكان لرويترز إن الهدوء خيم على الحديدة يوم الأربعاء بعد اشتباكات عنيفة وضربات جوية هزت المدينة. وقال "هذا أمر مفاجئ للغاية".

(شارك في التغطية محمد الغباري - إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.