من جاك كيم وجوش سميث
هانوي (رويترز) - حذرت كوريا الشمالية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد من الانصات إلى المنتقدين الأمريكيين الذين يعطلون مساعي تحسين العلاقات الثنائية في الوقت الذي شق فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون طريقه بالقطار عبر الصين إلى فيتنام لعقد ثاني قمة مع ترامب.
ويجتمع الزعيمان في هانوي يومي الأربعاء والخميس بعد ثمانية أشهر من قمتهما التاريخية في سنغافورة التي أصبحت أول اجتماع بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي حيث تعهدا بالعمل نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
لكن اتفاقهما الذي صيغ بشكل مبهم لم يسفر عن نتائج تذكر، وحذر أعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ ومسؤولون أمنيون أمريكيون ترامب من إبرام اتفاق لا يكبح الطموحات النووية الكورية الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن هذه المعارضة تهدف لتعطيل المحادثات.
وفي تعليق على القمة قالت الوكالة "إذا قرأت الإدارة الأمريكية الحالية وجوه الآخرين، وأصغت إليهم فقد تواجه انهيار حلم تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية والسلام العالمي، وتفوت فرصة تاريخية نادرة".
وضغطت إدارة ترامب على كوريا الشمالية لحملها على التخلي عن برنامجها النووي والصاروخي الذي تعتبره الولايات المتحدة تهديدا لأمنها وذلك قبل أن تتوقع بيونجيانج أي تنازلات من واشنطن.
لكن ترامب ألمح مؤخرا إلى احتمال تخفيف موقفه قائلا إنه يود أن يتمكن من رفع العقوبات إذا حدث تقدم واضح في جهود نزع السلاح النووي.
كما قال ترامب إنه غير متعجل بشأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ملمحا إلى نهج تدريجي متبادل طالما فضلته بيونجيانج.
وترغب كوريا الشمالية أيضا في ضمانات أمنية وإنهاء رسمي للحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 وانتهت بهدنة دون معاهدة سلام.
وقال ترامب يوم الأحد إنه وكيم يتوقعان إحراز تقدم في القمة، وأكد مجددا أن نزع السلاح النووي سيساعد كوريا الشمالية على تطوير اقتصادها.
وقال ترامب على تويتر "الرئيس كيم يدرك، ربما أكثر من أي شخص آخر، أنه بدون الأسلحة النووية، من الممكن لبلاده أن تصبح واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم. بسبب موقعها وشعبها وبسببه هو ، فهي تملك مقومات لتحقيق نمو سريع عن أي أمة أخرى".
* مراسم وداع رسمي
وفي رسالة إلى ترامب يوم الخميس، اتهم ثلاثة من رؤساء لجان مجلس النواب الأمريكي، وهم ديمقراطيون، الإدارة الأمريكية بحجب المعلومات بشأن المفاوضات مع كوريا الشمالية.
وقال النواب في رسالتهم "هناك أسباب كافية للشك في أن الزعيم كيم ملتزم بتخلي كوريا الشمالية عن (الأسلحة) النووية".
وقال مسؤولون بالمخابرات الأمريكية في شهادة أمام الكونجرس مؤخرا إن من المحتمل ألا تتخلى بيونجيانج أبدا عن كل ترسانتها النووية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية إنه إذا لم تسفر المحادثات عن نتائج فإن "الشعب الأمريكي لن يسلم أبدا من التهديدات الأمنية التي تبث الرعب في نفوسه".
وكانت تفاصيل رحلة كيم لفيتنام قليلة إلى أن أكدت وسائل إعلام رسمية في بيونجيانج صباح اليوم الأحد أن الزعيم الكوري الشمالي غادر البلاد بالقطار يرافقه مجموعة من كبار المسؤولين واخته كيم يو جونج التي تتمتع بنفوذ كبير.
وفي تغطية نادرة لمغادرة كيم، نشرت صحيفة رودونج صورا للزعيم الكوري الشمالي خلال مراسم الوداع الرسمي له في بيونجيانج ثم وهو يلوح من على متن القطار ويمسك بسيجارة.
ويرافق كيم في الرحلة مجموعة من كبار المسؤولين الذيت حضروا قمة سنغافورة ومنهم كيم يونج تشول الرئيس السابق للمخابرات وكبير المبعوثين إلى الولايات المتحدة، وري سو يونج نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، وري يونج هو وزير الخارجية، ونو كوانج تشول وزير الدفاع.
ويتعرض الجانبان لضغوط لإبرام اتفاقات أكثر تفصيلا مقارنة بما تم التوصل إليه في قمة سنغافورة.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)