من عبد القادر صديقي و روبام جين
كابول (رويترز) - قال مسؤولون يوم الأحد إن قوات الأمن الأفغانية خاضت معركة لمدة أربع ساعات مع مسلحين من حركة طالبان اقتحموا مقرا للشرطة بمدينة بل خمري بشمال البلاد بعد أن فجر انتحاري عربة محملة بالمتفجرات كان يقودها مما أدى لمقتل 13 شخصا على الأقل.
وقال مسؤولان أفغانيان إن مسلحا من طالبان فجر عربة همفي يقودها عند مدخل مقر الشرطة قبل أن يقتحم مجموعة من ثمانية مهاجمين مسلحين بأسلحة آلية المبنى.
وقال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية في كابول "قُتل 13 شرطيا وأصيب 35 آخرون" وأضاف أن 20 مدنيا أصيبوا أيضا.
وتابع رحيمي "الهجوم على مقر الشرطة في بغلان انتهى بموت جميع المهاجمين التسعة بمن فيهم الانتحاري".
وأعلنت حركة طالبان، التي تسعى لطرد القوات الأجنبية من أفغانستان، مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في منطقة مزدحمة من المدينة حيث توجد العديد من المباني السكنية والتجارية.
وكثيرا ما تستولي طالبان على عربات همفي، وهي عربات مدرعة أمريكية الصنع، من القوات الأفغانية لتحميلها بالمتفجرات واستخدامها كعربات مفخخة لاختراق التحصينات العسكرية.
وقال عبد العليم غفاري نائب مدير قطاع الصحة الإقليمي في مدينة بل خمري إن نساء وأطفالا سقطوا قتلى بين ضحايا الهجوم على المجمع.
* زيادة الهجمات
كثفت الحركة هجماتها على المنشآت الأمنية حتى في الوقت الذي تجري فيه محادثات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، رفضت الحركة مناشدات أطلقها الرئيس الأفغاني أشرف غني والمبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد لإعلان وقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ 17 عاما.
ويقود الدبلوماسي الأمريكي خليل زاد، المولود في أفغانستان، جولة سادسة من المحادثات مع طالبان في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق يتم بمقتضاه انسحاب القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية لطالبان.
وقال خليل زاد يوم السبت على تويتر "موافقة كل الأطراف على الحد من العنف خطوة ضرورية نحو تحقيق هذا الهدف وهو الخيار الذي تحتم المسؤولية الأخلاقية اتخاذه. نحن مستعدون".
جاءت تصريحات خليل زاد بعد يوم من تصريح غني بأنه مستعد للدعوة إلى وقف إطلاق نار "فوري" و "دائم".
وقالت طالبان إنها لن تلقي سلاحها مع اقتراب شهر رمضان ورفضت عقد محادثات مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها غير شرعية ونظام حكم "دمية" في أيدي آخرين.
وقال سهيل شاهين المتحدث السياسي باسم حركة طالبان ومقره الدوحة لرويترز "لن يتم مناقشة وقف إطلاق النار إلا بمجرد الانتهاء من التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأجنبية".
وقُتل حوالي 45 ألفا من قوات الأمن الأفغانية منذ تولي غني مهام منصبه في سبتمبر أيلول 2014.
وأصبحت طالبان تبسط سيطرتها ونفوذها على مزيد من الأراضي مقارنة بأي وقت منذ الإطاحة بحكمها على أيدي قوات بقيادة أمريكية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وتتألف مهمة الدعم الحازم في أفغانستان من 17000 جندي، نصفهم تقريبا من الولايات المتحدة. ويعمل عدد أقل من الجنود الأمريكيين في أفغانستان في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب.
ودعا تاداميتشي ياماموتو أكبر مسؤول تابع للأمم المتحدة في أفغانستان جميع الأطراف يوم الأحد لوقف القتال قبل رمضان.
وأجرى الرئيس الأفغاني يوم الأحد اتصالا مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لضمان دعمه لإجراء محادثات مع طالبان. جاء ذلك بعد ساعات من استدعاء وزارة الخارجية الأفغانية دبلوماسيا باكستانيا رفيعا بشأن اشتباكات عبر الحدود بين القوات الباكستانية والأفغانية.
وقال مكتب خان في بيان إن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول قضايا تتصل بالسلام والأمن والرخاء في أفغانستان والمنطقة.
وقال البيان "شدد رئيس الوزراء (عمران خان) على أن باكستان لن تدخر جهدا لدعم الأهداف المشتركة لتحقيق السلام في أفغانستان وإقامة علاقة ثنائية مثمرة بين البلدين الشقيقين".
ومن المقرر أن يتوجه غني إلى باكستان لكن مواعيد الزيارة لم تعلن بعد.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20190505T092702+0000