انعكس خفض مؤسسة "ستاندرد أند بورز" تصنيف أمريكا الائتمانى بدرجة واحدة عقب أزمة ديونها سلبا على البورصات العربية في أعقاب الذعر الذي يجتاح الأسواق المالية في العالم خشية حدوث ركود للاقتصاد الأميركي وبسبب أزمة الديون الأوروبية. وتعيش الأسواق العربية حالة من الاضطراب الشديد بسبب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة فالكثير من عملات دول الشرق الأوسط، وخاصة في الخليج مرتبطة بالدولار الأمريكي، وهذا ما يقلقها حيال وضع الديون الأمريكية التي تمتلك الصناديق العربية حصة كبيرة فيها.
وقد أنهت مؤشرات البورصة المصرية الثلاث تعاملاتها، اليوم الأحد، أولى جلسات الأسبوع، على تراجع جماعى لتخسر فى حدود 10.2 مليار جنيه من قيمتها السوقية، مدفوعة بعمليات بيع مكثفة من قبل كل من المسثمرين الأجانب، بالإضافة إلى المؤسسات وسط حالة من الخوف والترقب من قبل المستثمرين لتداعيات أزمة الديون الأمريكية وخفض التصنيف الائتمانى لها، بالإضافة إلى التراجع الكبير الذى شهدته الأسواق العالمية خلال جلسات تداولها يومى العطلة فى مصر. وخسر مؤشر البورصة الرئيسى "إيجى إكس 30" حوالى 4.17 % من قيمته، مغلقا عند مستوى 4,798.89 نقطة، كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنسبة 4.15%، وتراجع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 4.03%، وبلغ حجم التعاملات اليوم 318,925 مليون جنيه.
أما سوق الاسهم في السعودية فقد شهدت امس السبت هبوطا حادا حيث انخفض مؤشر البورصة اكثر من 5% بسبب مخاوف المستثمرين من خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الامريكية والمخاطر في الاسواق الاوروبية. وقد اغلقت السوق السعودية اليوم على 6073,44 نقطة متراجعة 5,4 في المئة مع تداولات قيمتها 4,9 مليار ريال (1,3 مليار دولار)، وذلك بعد ان خفضت وكالة ستاندارد اند بورز التصنيف الائتماني للديون الحكومية الاميركية.
وقد تراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة تصل الى 5 في المئة في الساعات الأولى من اليوم الأحد، ثم عدلت الى 3.8 في المئة في ساعات بعد الظهر، بينما بلغ حجم التراجع في بورصة أبو ظبي 2.5 في المئة وفي قطر 3 في المئة.
كما هبط مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية في التداولات المبكرة صباح اليوم حوالي 4ر99 نقطة في خطوة لم تكن مفاجئة.
يذكر، أن وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة لأول مرة من "أأأ" إلى "أأ"،بعد أن فشل اتفاق وقعه الديمقراطيون والجمهوريون وتم تحويله إلى قانون الأسبوع الماضي في تهدئة المخاوف المتزايدة في البلاد بشأن الإنفاق. وهذه هي المرة الأولى التى تخفض فيها المؤسسة العالمية تصنيف الولايات المتحدة منذ أن بدأت تخصيص درجات للدول في عام 1941.
وقد حذرت ستاندرد آند بورز عدة مرات هذا العام من أن الولايات المتحدة يمكن أن تواجه تخفيض درجة تصنيفها الائتماني ما لم تتخذ الحكومة الأمريكية خطوات لمعالجة مشكلة ديونها. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن وكالة ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني أخطأت في حساباتها بألفي مليار دولار في توقعات الموازنة التي استندت إليها لخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. www.nuqudy.com/نقودي.كوم