لندن، 19 مايو/أيار (إفي): حذرت منظمة "سيرفيفال إنترناشيونال" الحقوقية اليوم في بيان لها أن بناء سدين على نهر ماديرا أحد فروع نهر الأمازون، يمثل تهديدا خطيرا على البيئة الطبيعية المحيطة بمجرى النهر، وفي مقدمتها قبائل السكان الأصليين، التي تعيش في عزلة تامة بعيدا عن أي مظهر من مظاهر الحضارة الغربية.
وأشار البيان إلى أن سدي سان أنطونيو وجيراو، المزمع تشييدهما في المنطقة المجاورة لقبائل "موجيكا نافا" و"جاكارويبا" و"كاتاويكشي"، سيؤدي إلى كسر عزلة هذه القبائل تماما، وفقا للتقرير الذي أعدته مؤسسة "فوناي" الوطنية للسكان الأصليين في البرازيل.
ويوضح بيان سيرفيفال أن بناء هذين السدين يقتضي تشييد طرق جديدة، مما سيؤدي بدوره لتدفق هجرات واسعة على المنطقة، مما سيؤدي إلى تدمير الغابات التي يعتمدون عليها، كما سيؤدي لانتشار الأمراض القاتلة، محذرة من أن أي احتكاك مع هذه القبائل البكر التي ليس لديها أي مناعة ضد أمراض العصر حتى البسيطة منها مثل نزلات البرد من شأنه القضاء عليها، وهو ما تكرر في مواقف سابقة مع شعوب أصلية أخرى.
كما تهدد هذه المشروعات قبائل أخرى مثل "بارينتينتين"، التي أكد المتحدث باسمها قائلا: "أرضنا لا تزال بكرا، ونتمنى ألا تستكمل هذه المشروعات التي تشارك فيها شركات سويسرية وفرنسية مع الحكومة البرازيلية، لأنها ستضر بنا وببيئتنا المحيطة سواء النهرية أو الغابات".
يذكر أن منظمة "سيرفيفال إنترناشيونال"، تعد المنظمة الدولية الوحيدة في العالم التي تهتم بدعم السكان الأصليين والقبائل البدائية المعرضة لخطر الضياع في جميع أنحاء العالم.
تأسست المنظمة عام 1969 عقب نشر الكاتب الصحفي الإنجليزي نورمان لويز مقالا في جريدة "صنداي تايمز" يندد فيه بوحشية المذابح و مصادرة الأراضي وجرائم الإبادة الجماعية التي تتعرض لها القبائل في غابات الأمازون في البرازيل.
وتعمل المنظمة حاليا في 82 دولة لرعاية حقوق السكان الأصليين المعرضين لخطر الضياع في قارات العالم الخمسة.
وكانت المنظمة قد حذرت في تقريرها السنوي من عواقب فرض التطور والتنمية على المجتمعات البدائية القبلية والسكان الأصليين من هنود الأمازون (في أمريكا الجنوبية) وغيرها من الشعوب المهددة بخطر الضياع، كنتيجة حتمية للنظام الاقتصادي الغربي المدمر لمواردهم الطبيعية، ولا يقبل وجود أنماط مغايرة.
وأدانت المنظمة في تقريرها لعام 2008 الصادر تحت عنوان "التقدم يقتل" عواقب فرض النموذج الغربي للتقدم على المجتمعات البدائية مبرزا أن "التقدم أدى لانتشار الإيدز، وتفشي البدانة و سوء التغذية، وارتفاع معدلات الإدمان، والإكتئاب، والانتحار وسوف يقضي في النهاية على هذه المجتمعات".
وكان المخرج الكندي جيمس كاميرون قدا دعا الحكومة البرازيلية الشهر الماضي إلى إيجاد بدائل لتوليد الطاقة بدلا من بناء سد "بيلو مونتي" للطاقة الكهرومائية في قلب منطقة الأمازون بسبب التأثير السلبي الذي سيحدثه غرق الأراضي على السكان الأصليين.
وفي مدينة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون، قال كاميرون، بعد أن قام بجولة استغرقت ثلاثة أيام خلال أبريل/نيسان الماضي زار خلالها منطقة نهر زينجو، الذي سيقام عليه السد في ولاية بارا شمالي البرازيل، وعدة مجتمعات ستغمرها بحيرة السد الجديد، إنه دائما توجد حلول عندما يقرر "القادة الصالحون" حل المشكلة.
يشار إلى أن "بيلو مونتي" سيكون ثالث أكبر سد في العالم بعد الصيني "سد الخوانق الثلاثة" وسد "إيتايبو" الذي تتقاسمه البرازيل وباراجوي، وسيتكلف إنشاء السد استثمارات بقيمة 10 مليار و600 مليون دولار، وستبلغ طاقته 11.233 ألف ميجاوات.(إفي)