كان (فرنسا)، 19 مايو/آيار (إفي): تعتزم كوتا برييه، زوجة الإرهابي الفنزويلي الشهير إيليتش راميريز سانشيز، والمعروف باسم كارلوس، مقاضاة مهرجان كان لعرضه فيلما عن حياة زوجها ضمن فعالياته، وكذلك قناة "كنال بلوس"، منتجة الفيلم، مطالبة بالحصول على تعويض عن الضرر الذي لحق بهما قيمته 24 مليون يورو.
وأفاد محامي كارلوس في تصريحات لوكالة (إفي) أن "هذا الفيلم والأكاذيب التي يحتوي عليها فضلا عن عدم استشارة بطل الأحداث الحقيقي قبل عمل الفيلم وعرضه، أشبه بأكاذيب الولايات المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت حجتها لغزو البلد العربي".
واستعرض أشهر مهرجانات السينما العالمية اليوم مسيرة الإرهاب الدولي خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من خلال الفيلم الذي يستعرض حياة "كارلوس" على مدار خمس ساعات، خارج المسابقة الرسمية للدورة الـ63 لمهرجان كان والذي يستمر حتى 23 من الشهر الجاري.
وكان المتهم قد طلب بمنع عرض فيلم "Carlos, le prix du Chacal" أو "كارلوس، ثمن ابن آوى"، الذي أنتجته شركة (ستوك) عن حياته وأخرجه أوليفيه آسايا، على اعتبار انه يحوي الكثير من الأكاذيب حول حياته، كما رفض طلبه بمشاهدة الفيلم قبل عرضه.
وجرى تصوير بعض مشاهد الفيلم في مارس/آذار 2009 في العاصمة الألمانية برلين ولندن وبودابست وبيروت والسودان بالإضافة إلى باريس، وهو مقسم لثلاثة أجزاء ويعتبر من نوعية الأفلام الطويلة. ويلعب الممثل الفنزويلي إدجار رامريز بطولة الفيلم، حيث يجسد دور كارلوس في حين يلعب الممثل الألماني يوهانس فاينريش دور "الذراع اليمنى" لكارلوس. ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم جماهيريا في خريف العام الجاري.
وكانت مسيرة كارلوس قد انتهت في 14 أغسطس/آب 1994 عندما ألقي القبض عليه في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث كان يحمل جواز سفر دبلوماسي مزور، وتم تسليمه فيما بعد للسلطات الفرنسية التي حاكمته على خلفية مسئوليته عن عدة اعتداءات ارتكبت في أراضيها.
وقد ولد كارلوس -الذي يميل للشيوعية- لعائلة فنزويلية معروفة بثرائها، ويجيد عدة لغات مثل الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والعربية والإيطالية والروسية والأرمينية.
كما تميز بدهائه وقدرته على التخطيط والتخفي، ويعد من المناصرين للقضية الفلسطينية ووظف كل امكاناته للدفاع عنها، كما خطط لعدة عمليات مستهدفا المصالح الإسرائيلية في العالم أجمع.
ويتحمل كارلوس، الذي كان يشتهر بارتداء نظارة شمسية ذات شكل معين، مسئولية سلسلة من الهجمات الدموية التي وقعت في غرب أوروبا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي راح ضحيتها العديد من الأشخاص.
ومن أشهر العمليات التي نفذها كارلوس كانت الهجوم على المقر الرئيسي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في فيينا عام 1975.
ويقضي فاينريش مساعد كارلوس منذ مطلع عام 2000 عقوبة السجن مدى الحياة في برلين بتهمة تفجير المركز الثقافي الفرنسي في شارع كورفورستندام ببرلين عام 1983.(إفي)