من مايان لوبيل
القدس (رويترز) - قالت السلطات إن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض على 13 شخصا يوم الجمعة للاشتباه بإشعالهم النار عمدا بعد حرائق غابات واسعة اجتاحت وسط وشمال إسرائيل وتسببت في إجلاء زهاء 80 ألف شخص من مدينة حيفا ودمرت مئات المنازل.
وواصل عمال الإطفاء يوم الجمعة مكافحة النيران في تلال تكسوها الأشجار حول القدس وفي مناطق بشمال البلاد يوم الجمعة بدعم من رجال إطفاء فلسطينيين وفرق طوارئ من اليونان وقبرص وكرواتيا وإيطاليا وروسيا وتركيا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قبل أيضا عروضا بالمساعدة من مصر والأردن.
وقال نتنياهو إن بعض الحرائق يبدو أنها أضرمت عمدا. وأبلغ الصحفيين يوم الجمعة "هذا الإرهاب بالحرائق العمد سيدفع ثمنه" مضيفا أن الحرائق العمد نفذتها "عناصر تكن عداء كبيرا لإسرائيل."
ومضى قائلا "لا يمكننا أن نقول حتى الآن ما إذا كان هذا منظما لكن يمكننا أن نرى عددا من الخلايا تعمل."
وساهم طقس جاف غير معتاد في هذا الوقت من العام ورياح شرقية في تأجيج الحرائق التي بدأت يوم الثلاثاء.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة إن 12 شخصا ألقي القبض عليهم أثناء محاولتهم إشعال حرائق أو الفرار من المنطقة. لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إنه تم القاء القبض على 13 شخصا.
وأضاف أن اولئك الذين ألقي القبض عليهم "أقليات" في تلميح إلى إنهم إما من عرب إسرائيل أو الفلسطينيين.
وأبلغ إردان إذاعة الجيش "أقرب الاحتمالات هو أن الدافع قومي". لكن الشرطة لم تعلن عن أي دافع.
والحرائق هي الأكبر في إسرائيل منذ عام 2010 عندما لقي 44 شخصا حتفهم في حريق ضخم في شمال البلاد. وخلص المحققون إلى أن ذلك الحريق كان سببه الإهمال.
وقال وزير التعليم نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الذي ينتمي لأقصى اليمين يوم الخميس إن من أشعلوا الحرائق لا يمكن أن يكونوا يهودا. وألقى يوم الجمعة باللوم على "إرهابيين قوميين" وهي إشارة في إسرائيل إلى الفلسطينيين.
وكتب يقول على تويتر "لا توجد ‘موجة حرائق‘ بالمصادفة... هناك موجة إرهاب قومي بحرائق استهدف الإرهابيون بها قتل مدنيين وإشاعة الخوف."
ولم يصدر رد فعل رسمي من الزعماء الفلسطينيين. لكن أيمن عوده وهو سياسي بارز من عرب إسرائيل في حيفا رفض التلميح إلى أن العرب مسؤولون عن إشعال الحرائق واتهم الحكومة الإسرائيلية بانتهاز الوضع للتحريض ضد الأقلية العربية.
وقضى نحو ثلث سكان حيفا -المدينة الساحلية التي يقطنها نحو 250 ألف شخص بينهم عدد كبير من العرب- الليل في ملاجئ وبلدات وقرى قريبة بعد أن صدرت إليهم يوم الخميس أوامر بالمغادرة في مواجهة ألسنة اللهب.
وتصاعد الدخان في سماء المدينة صباح الجمعة مع سعي عمال الإطفاء لإخماد الحرائق المتبقية. وقال مسؤولون بالمدينة إن الوضع تحت السيطرة لكن 700 منزل على الأقل تضررت بشدة أو دمرت.
وسمح لأولئك الذين جرى إجلاؤهم من حيفا بالعودة إلى منازلهم يوم الجمعة مع كبح فرق الإطفاء ألسنة النيران.
وقال قائد الشرطة الإسرائيلية روني الشيخ يوم الخميس إن أناسا ربما قرروا إشعال حرائق بعدما رأوا ما تسببه من اضطرابات.
وأضاف قائلا "نحن في منطقة إذا شاهد فيها أحد في الأخبار أن هناك فرصة.. فإنه يمكنه أن ينتهزها."
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت رجلا فلسطينيا عندما ضبطته وهو يحاول إشعال حريق قرب مستوطنة كوخاف يعقوب بالضفة الغربية المحتلة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإسرائيلي ثلاثة أشخاص يحاولون إشعال حريق في منطقة مكشوفة قرب مستوطنة أرييل بالضفة الغربية.
وقالت الشرطة إن رجلا من قرية رهط البدوية في جنوب إسرائيل ألقي القبض عليه لاتهامه بالتحريض بعدما نشر رسالة في صفحته على فيسبوك تدعو آخرين إلى إشعال حرائق.
(إعداد مصطفى صالح ووجدي الالفي للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)