أوسلو (رويترز) - ربما يواجه حزب التقدم النرويجي المناهض للهجرة أسوأ نتائج يحققها منذ 20 عاما يوم الاثنين في الانتخابات البلدية لأن عداءه للاجئين السوريين جعله مغردا خارج السرب وسط أجواء أكثر ترحيبا في البلاد في الشهر الأخير.
وسعى حزب التقدم إلى تحويل الانتخابات البلدية إلى تصويت على خطة يرفضها لاستيعاب ثمانية آلاف لاجئ سوري بحلول نهاية 2017 مشيرا إلى أن بوسع الساسة المنتخبين محليا رفض استقبال اللاجئين.
وتراجعت شعبية الحزبين بحكومة الأقلية اليمينية وهما حزب المحافظين وحزب التقدم منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2013 بعد تخفيضات ضرائب لم تعد بالفائدة سوى على الأثرياء.
وتظهر استطلاعات للرأي أن من المرجح انخفاض الدعم لحزب التقدم كثيرا عن نسبة 16.3 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية قبل عامين وربما تهبط الى دون 11.4 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات المحلية عام 2011 وهو أسوأ أداء له منذ عام 1995.
وربما يتراجع الدعم للمحافظين ببضع نقاط مئوية. ومن المتوقع أن تحقق الأحزاب الوسطية واليسارية مكاسب ومنها حزب العمال والحزب الاشتراكي اليساري بينما يتجه حزب الخضر الصغير على ما يبدو لتحقيق أكبر مكاسب.
واتحد حزب المحافظين الذي تنتمي له رئيسة الوزراء ايرنا شولبرج في يونيو حزيران مع أحزاب المعارضة للاتفاق على خطة اللاجئين السوريين في مواجهة زعيمة حزب التقدم الحاكم سيف ينسن التي تشغل منصب وزيرة المالية في الائتلاف.
وقال فرانك أربروت استاذ العلوم السياسية بجامعة بيرجن إن محاولة ينسن نسف الاتفاق جاءت قبل الاتجاه إلى أجواء أكثر ترحابا باللاجئين في النرويج خاصة بعد انتشار صور جثة الطفل السوري الغريق ايلان كردي التي جرفتها المياه إلى شاطئ تركي هذا الشهر.
وأضاف "بعض ناخبيها يعانون من الخوف الشديد من الأجانب وسيقدرون ما قالته. لكن التعاطف الآن يخيم على كل أنحاء البلاد."
ويبدو أن المخاوف من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين وفرض ألمانيا المفاجئ لرقابة مؤقتة على الحدود لم يؤثرا على الرأي العام.
وقال أربروت "يبدو أن الأجواء لم تتغير في النرويج" مشيرا إلى أن معرض الأطعمة السورية في اوسلو يوم الأحد استقطب آلاف الزائرين وهي اعداد تفوق التوقعات.