من ماهر شميطلي
أربيل (العراق) (رويترز) - قال الجيش العراقي يوم الأربعاء إنه استعاد منطقتين أخريين من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل القديمة مما يقربه من السيطرة على المدينة بالكامل.
وتقع منطقتا حضرة السادة والأحمدية اللتين سيطرت عليهما الفرقة 16 مشاة بالجيش العراقي إلى الشمال الغربي من مسجد النوري الكبير الذي دمره المتشددون الأسبوع الماضي.
ولا تزال الدولة الإسلامية تسيطر على أرض المسجد ونحو نصف المدينة القديمة آخر معاقل التنظيم في الموصل.
وقال اللواء الركن جبار الدراجي للتلفزيون العراقي إن القوات العراقية سيطرت على نحو 50 في المئة من المنطقة.
وأضاف أن قواته تتجه حاليا إلى شارع الفاروق وهو الطريق الرئيسي بالمدينة القديمة.
وتقاتل أيضا الشرطة الاتحادية ووحدات جهاز مكافحة الإرهاب في الأزقة الضيقة بالمدينة القديمة منذ بدء معركة استعادتها قبل عشرة أيام.
ويقدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للجيش العراقي في حملته التي بدأها قبل ثمانية أشهر.
وتتوقع السلطات العراقية انتهاء المعركة في الأيام المقبلة رغم صعوبة التقدم.
* مدينة من العصور الوسطى
سارت الشرطة الاتحادية عبر أكوام من الأنقاض وسط منازل منهارة يوم الأربعاء للوصول إلى خط الجبهة إلى الجنوب الغربي من مسجد النوري. وقال مراسل لرويترز إن الشرطة تبادلت إطلاق قذائف المورتر ونيران القناصة مع المتشددين.
ويعود تاريخ معظم الأبنية الحجرية في المدينة القديمة إلى العصور الوسطى، وتضم المنطقة أسواقا وعدة مساجد وكنائس ومنازل صغيرة بنيت وأعيد بناؤها فوق بعضها على مر العصور.
وقال مراسل لرويترز إن مئذنة مسجد الزيواني الذي تم طرد المتشددين منه دمرت جزئيا وإن الصليب نزع من برج كنيسة شمعون الصفا.
ويقدر الجيش العراقي أن نحو 350 متشددا محاصرون في المدينة القديمة وسط المدنيين في منازل متداعية. ويعتمد المتشددون بشكل مكثف على الشراك الخداعية والانتحاريين ونيران القناصة لإبطاء تقدم القوات العراقية.
وقال الجيش العراقي يوم الأربعاء إن خمسة من أعضاء التنظيم حاولوا الفرار عبر نهر دجلة إلى الجانب الشرقي من الموصل لكن قوات الأمن قتلتهم.
ووفقا لنازحين من المدينة لا يزال أكثر من 50 ألف مدني، أي نحو نصف سكان المدينة القديمة، محاصرين خلف خطوط الدولة الإسلامية في ظل نقص في الغذاء والمياه والأدوية.
وقال الدراجي إن أحد جنوده قتل عندما أمسك بمتشدد يرتدي حزاما ناسفا وسط حشد من المدنيين الفارين.
وقال إن الجندي "استشهد" وهو يحمي أرواح المدنيين.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)