ميونيخ (رويترز) - قال الرئيس الألماني يواخيم جاوك يوم الأحد إنه لا يمكن لأي حكومة أن تضمن لمواطنيها أمنا تاما من ضربات الإرهاب داعيا للوحدة الوطنية كأكبر حام للبلاد بعد أن أسفرت هجمات على مدار الأسبوعين الماضيين في مقتل 15 شخصا.
وقال الرئيس الذي كان قسا في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة خلال حفل تأبين لضحايا هجوم في ميونيخ "لا يوجد مكان على الأرض يستطيع فيه الساسة ضمان ذلك."
وأضاف "ما نستطيع القيام به رغم ذلك هو شيء نحتاج إلى أن نعمل عليه مرة أخرى- ألا وهو تكاتف (جهود) الجهات الحكومية ومجتمع مدني يقظ ونشط. هذا هو أفضل غطاء ممكن في مواجهة الزيادة.. في عنف المهاجمين."
وأكدت خمس هجمات متفرقة وقعت في الفترة بين 18 و26 يوليو تموز الجاري أن ألمانيا لم تعد بمنأى عن هجمات على غرار تلك التي وقعت في فرنسا المجاورة وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
وشهدت ميونيخ أعنف هجوم في ألمانيا يوم 22 يوليو تموز الجاري حين أقدم شاب ألماني من أصل إيراني (18 عاما) على قتل تسعة أشخاص بالرصاص. وقال والد منفذ الهجوم لصحيفة بيلد ام زونتاج الأسبوعية إنه منذ وقوع هذا الحادث يتلقى هو وزوجته تهديدات بالقتل. وقال "إن حياتنا في ميونيخ انتهت."
ويقول المسؤولون إن اثنين من المعتدين في هجومين آخرين - أحدهما طالب لجوء سوري فجر نفسه في مدينة أنسباخ ولاجئ من باكستان أو أفغانستان هاجم أشخاصا على متن قطار في ولاية بافاريا - كانت لهما صلة بالتشدد الإسلامي. لكن المسلح الذي نفذ هجوم ميونيخ لم يكن ينتمي للفكر المتشدد.
ورأى منتقدون للمستشارة أنجيلا ميركل أن سياسة الانفتاح إزاء اللاجئين هي السبب في وقوع الهجمات بعد دخول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا العام الماضي فر معظمهم من الحروب في أفغانستان وسوريا والعراق.
وأعلنت ميركل يوم الخميس عن خطة من تسع نقاط للرد على الهجمات تتضمن نظام إنذار مبكر يستهدف اللاجئين الذين يتجهون نحو الفكر المتشدد.
وحضرت ميركل حفل التأبين لكنها تعرضت لانتقادات لعدم تفقدها لأي من مواقع الهجمات.
وقال الرئيس الألماني إنه يتفهم السبب وراء صدمة عدد كبير من الألمان في أعقاب الهجمات لكنه أضاف أن ألمانيا لن ترضخ أبدا للمعتدين.
وقال "لن يدفعونا إلى الكراهية كما يكرهون ... ولن يسجنونا في خوف دائم. سنبقى كما نحن مجتمعا يحترم ويشجع رغبات الآخرين."
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)