من سيد رضا حسن
كراتشي (باكستان) (رويترز) - قال مسؤولون يوم الاثنين إن الشرطة الباكستانية اعتقلت عشرات الأشخاص في إطار حملة على أكثر من 90 مدرسة دينية في كراتشي في أعقاب سلسلة من عمليات القتل الطائفية في أكبر مدن باكستان.
وقال القائد الإقليمي للشرطة دين الله خواجة لرويترز إن حملة المداهمة استهدفت المدارس الدينية السنية والشيعية بعد مقتل عشرة أشخاص على الأقل في هجمات في الفترة الأخيرة.
وقتل خمسة من أنصار جمعية أهل السنة والجماعة -التي تدعو إلى اعتبار الشيعة قانونيا غير مسلمين والتي لها ذراع عنيفة تستهدف المساجد الشيعية- يوم الجمعة الماضي في هجمات في كراتشي.
وقتل خمسة من الشيعة بالرصاص في تجمع ديني في منطقة ناظم آباد الشمالية في هجوم يوم 29 أكتوبر تشرين الأول أعلن جناح العلمي التابع لجماعة جماعة عسكر جنجوي مسؤوليته عنه.
وقال مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه إن "عشرات" اعتقلوا خلال حملة المداهمة.
وقال رئيس الوزراء الإقليمي مراد علي صالح إن من بين المعتقلين رجلين من أعضاء عسكر جنجوي مسؤولين عن 28 هجوما على شيعة وقوات أمن.
وأضاف أن المعتقلين مسؤولون عن عدة هجمات بينها قتل المغني الصوفي أمجد صبري في وقت سابق هذا العام وهجوم 29 أكتوبر تشرين الأول.
وتابع أنه تمت مصادرة "عدد كبير" من الأسلحة بعد اعتقالهم.
وفي مطلع الأسبوع احتجزت الشرطة وقوات أمن ثلاثة من قادة الشيعة البارزين لمزاعم عن قيامهم بدور في عملية قتل رجال أهل السنة والجماعة يوم الجمعة.
وأثارت الاعتقالات احتجاجات بين الشيعة في منطقة مالير في كراتشي وأغلق المتظاهرون طريقا وفرقتهم الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية والأسلحة الآلية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك ضحايا.
وقامت الشرطة كذلك بتفتيش مسجد صديق أكبر الذي يعتبر مقر أهل السنة والجماعة في كراتشي يوم الاثنين. وقال مسؤول من الشرطة طلب عدم نشر اسمه إن تاج حنفي أمين عام الجمعية وعشرة مشتبه بهم آخرين اعتقلوا ونقلوا إلى مكان لم يكشف عنه.
وجمعية أهل السنة والجماعة محظورة رسميا باعتبارها جماعة إرهابية منذ عام 2012 لكن أعضاءها يمارسون نشاطهم علنا وكثيرا ما ينظم زعماؤها اجتماعات عامة.
وتراجعت جرائم العنف بدرجة كبيرة في كراتشي التي يقطنها أكثر من 18 مليون نسمة منذ إطلاق عملية أمنية قبل ثلاث سنوات لكن ما زالت تشهد هجمات تستهدف أشخاص معينين.
ويمثل الشيعة نسبة 20 بالمئة من سكان باكستان البالغ عددهم 190 مليون نسمة وشاعت الهجمات الطائفية التي تستهدفهم في السنوات الأخيرة.
ومنذ عام 2002 قتل أكثر 2500 شيعي في مثل هذه الهجمات وفقا لبيانات جمعتها بوابة الإرهاب في جنوب آسيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)