🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

تحقيق-المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس كان مختبئا في بروكسل

تم النشر 19/03/2016, 14:25
© Reuters. تحقيق-المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس كان مختبئا في بروكسل

من أليستير ماكدونالد

بروكسل (رويترز) - مولينبيك.. تلك الضاحية المكتظة في العاصمة البلجيكية بروكسل التي تعرف بأسماء عدة مثل "القاعدة الجوية للجهاديين" و"المكان الذي يمكن أن تختفي فيه" لم تعد كبيرة بما يكفي لتخفي صلاح عبد السلام الرجل الذي يتصدر قائمة المطلوبين في أوروبا للاشتباه بأن له دورا في هجمات باريس.

وفي هذه المرة لم يستطع أصدقاؤه أن يهربوه مختبئا في خزانة ملابس كما يتكهن البعض بأن هذا ما حدث في نوفمبر تشرين الثاني.

لكن اعتقاله يوم الجمعة -الذي جاء نتيجة مزيج من عمليات التتبع البلجيكية المثابرة وحسن الحظ في عملية ملاحقة استمرت أربعة أشهر بعد الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني في العاصمة الفرنسية- يثير تساؤلات جديدة بشأن كيف استطاع عبد السلام أن يتفادى الاعتقال لفترة طويلة في بروكسل على ما يبدو حتى اعتقاله بين منزل والديه والحانة التي كان يديرها مع شقيقه الانتحاري.

يقول خبراء أمن وأفراد من المجتمع المحلي تحدثوا مع رويترز خلال الأيام التي أعقبت هجمات باريس إن مولينبيك وبروكسل بشكل أعم تتيح مساحة اختفاء للمتطرفين ومنهم من عادوا من القتال بالخارج لأنهم شعروا بتعاطف المسلمين الذين أبدوا استعدادا لإيوائهم وتفهمهم.

ونشأ عبد السلام وهو مواطن فرنسي يبلغ من العمر 26 عاما لأبوين من أصل مغربي في مولينبيك وهي بوتقة انصهرت فيها ثقافات متعددة بعيدا عن الضواحي العصرية في الجانب الآخر من بروكسل حيث يوجد مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وبعد أشهر من التكهنات بأنه ربما نجح في الإفلات من القبض عليه وحقق حلم شبان مسلمين أوروبيين كثيرين بالانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا اتضح أن الشاب الذي كان يتاجر في المخدرات وأمضى فترة في السجن بتهمة السرقة كان في العاصمة البلجيكية وربما ظل هناك طوال الوقت.

والآن تستجوب الشرطة -التي تحركت سريعا لاعتقال عبد السلام في منزل بضاحية رو دي كواتر فينت- رجلا وامرأة يشتبه في أنهما من أسرة كانت تأوي عبد السلام.

*المتحور

لم تسفر عشرات من عمليات البحث السابقة التي نفذتها السلطات البلجيكية منذ 13 نوفمبر تشرين الثاني عن شيء يذكر وبدا أن عبد السلام الذي يغير لون شعره القصير بشكل مستمر بحسب ما أفادته الشرطة قادر على التمويه كالحرباء والإفلات من عمليات شرطة بروكسل في البحث عنه.

ويود المحققون الذين يتتبعون الأدلة على جانبي الحدود الفرنسية البلجيكية أن يعرفوا الآن إلى أي مدى حافظت مولينبيك على سمعتها كمكان لا يوجد تواصل كبير بين سكانه والشرطة.

وقال بيان للإدعاء في وقت متأخر يوم الجمعة إن رجلا وامرأتين يجري استجوابهم بعد أن اكتُشف أنهم يساعدون هاربا خطرا.

وعلى مدى الأشهر الأربعة الأخيرة قالت الشرطة في بعض الأحيان إنها ربما تكون اقتفت آثار عبد السلام فيما لم تنف احتمال أنه ربما يكون قد وصل سوريا. لكن حتى يوم الجمعة لم يكن هناك من شاهد الرجل بشكل مؤكد.

وفي أكثر من مناسبة تتبع المحققون خيطا نادرا ما كان يبعد عن موليبنيك. وفي إحدى المرات نفذ المحققون عملية مداهمة لم تسفر عن العثور على أحد واضطروا للتقليل من شأن تقارير إعلامية أفادت بأن عبد السلام نجح في الإفلات من القبض عليه بالاختباء في قطعة أثاث نقلت للتخزين.

ووصف بلال بن يعيش وهو خبير أمني في بروكسل مولينبيك في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بأنها "ملاذ" المتطرفين و"المكان الذي يمكن أن تختفي فيه" بينما وصفها السياسي المحافظ جورج داليمان بأنها "القاعدة الجوية للجهاديين" أو المكان الذي يمكن منه أن يتزودوا بالسلاح ومهاجمة أماكن مثل باريس متى أرادوا.

* "المكان الذي يمكن أن تختفي فيه"

تبدو مولينبيك -المؤلفة من مجموعة متشابكة من الشوارع ويسكنها عدد كبير من الشباب المسلمين العاطلين الذين يشعرون بالعزلة في المجتمع الأوروبي- المكان المثالي للاختفاء بالنسبة لصلاح عبد السلام وأخيه إبراهيم.

وطالما أصر أشقاء آخرون يعيشون في منزل الأسرة في ساحة قبالة مجلس الحي على بعد بضع مئات من الأمتار من المكان الذي اعتقل فيه صلاح أن الأخوين شابان يعملان بجد وليس لديهما أي اهتمام بالدين.

ورسم رواد الحانة التي يملكها إبراهيم ويديرها صلاح وتحمل اسم لو بيجين صورة مشابهة. فقد كان صلاح يعمل في وظيفة محترمة في ورشة لإصلاح الترام رغم أنه فقد تلك الوظيفة بسبب غيابه المتكرر نتيجة سجنه بتهمة السرقة.

وأغلقت السلطات المحلية الحانة قبل أسابيع من هجوم باريس بسبب شكاوى من أنها تستخدم في الاتجار بالماريوانا. وبشكل ما تطرف الأخوان ولعبت شبكة من المعارف دورا في مساعدتهما على تنفيذ دوريهما في هجمات باريس -إذ فجر إبراهيم نفسه خارج مقهى- ثم في حماية وإخفاء صلاح الذي لاذ بالفرار.

وشوهد صلاح الأخ الأصغر على كاميرا مراقبة أمنية في محطة وقود وهو في طريقه إلى باريس في سيارة استخدمت لاحقا في الهجمات قبل يومين من حدوثها. وكان صلاح بصحبة رجل يدعى محمد أبريني والذي لا يزال من بين أبرز المطلوبين في أوروبا.

وفي الثالث عشر من نوفمبر تشرين الثاني قام صلاح بعدد من المكالمات الهاتفية لمعارفه في بروكسل ليجد شخصين قادا سيارة إلى باريس ونقلاه بعد ساعات من الهجمات. وقال الشخصان إنهما لم يكونا على علم بما حدث وأن صلاح أبلغهما أن سيارته تعطلت.

ولا يزال الرجلان وأحدهما نادل سابق في حانة إبراهيم محتجزين لدى السلطات البلجيكية. وأبلغ أحدهما محاميه بأنه يعتقد أن صلاح ربما كان يرتدي سترة ناسفة في رحلة العودة لبروكسل.

وأوقفتهم الشرطة الفرنسية ثلاث مرات هذه الليلة لكنها تركت عبد السلام. وانتشرت هويته عبر إذاعة الشرطة بعد أن عبر الحدود البلجيكية في الصباح التالي.

© Reuters. تحقيق-المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس كان مختبئا في بروكسل

وأُعتقل معارف آخرون كانوا قد نقلوه في أرجاء بروكسل خلال الأيام التي أعقبت الهجوم. لكن الشرطة تود الآن معرفة من الذي كان يخبئه لمدة أربعة أشهر وكيف فعل ذلك.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.