من ياسمين ديكمين
هاتاي (تركيا) (رويترز) - بعد السير لأربعين يوما في البرد القارس وأحيانا وسط التضاريس الوعرة بشمال العراق وصل أحمد علي بكير إلى تركيا. وهو واحد من 1500 تركماني وصلوا في اليومين الماضيين بعد الفرار من القتال الدامي قرب منازلهم.
وقال بكير لرويترز في مخيم للمهاجرين في إقليم هاتاي بجنوب تركيا حيث تستقبل السلطات التركية التركمان الفارين "أتينا إلى هنا بعد السير ليل نهار 40 يوما مع أطفالنا. أتينا إلى تركيا بالسير تحت المطر والثلج."
ويفر التركمان القريبون عرقيا من الأتراك من الاشتباكات الدائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الشيعية المسلحة قرب بلدة تلعفر التي يسيطر عليها التنظيم في شمال العراق.
وتشن الفصائل الشيعية المسلحة في العراق هجوما لاستعادة تلعفر وقطعت خطوط الإمداد إلى الموصل آخر معقل كبير للتنظيم المتشدد في العراق.
لكن الدولة الإسلامية لا تزال تسيطر على طريق طوله 60 كيلومترا بين الموصل وتلعفر مما يمنع القوات التي تقاتل المتشددين من إكمال تطويق الموصل من الغرب.
وأبلغ مسؤول حكومي كبير رويترز يوم الاربعاء أن نحو ألفي تركماني ينتظرون في مدينة أعزاز السورية للعبور إلى تركيا مضيفا أنهم سيُنقلون "تدريجيا".
وسكان تلعفر الذين كان يبلغ عددهم قبل الحرب نحو 150 ألفا إلى 200 ألف خليط من التركمان السنة والشيعة إلى أن فر الشيعة من البلدة بعد سيطرة الدولة الإسلامية على المنطقة في 2014 معلنة "الخلافة" في مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
وقال محمد بكير وهو ساكن آخر في المخيم بينما كانت مجموعة من النساء والأطفال تتناول طعام الغداء قريبا منه "أتينا من تلعفر. نحن تركمان.
"تركيا كانت الوحيدة التي استقبلتنا. لم تستقبلنا دولة أخرى."
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)