من حميرة باموق وسيليفيا ويستال
اسطنبول/أنقرة (رويترز) - قالت تركيا يوم الأربعاء إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيشن قريبا من القواعد الجوية التركية "معركة شاملة" ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لكن سوريا قالت إن أي عمل عسكري يتم دون تنسيق معها يعد انتهاكا لسيادتها.
كانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قد وافقت رسميا نهاية الشهر الماضي على استخدام الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف لقواعدها الجوية في قتال التنظيم في تحول سياسي كبير بعد سنوات من الممانعة للقيام بدور قيادي ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال سوريا الذين ينشطون على حدودها.
وتعكف تركيا والولايات المتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمجموعة من المقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة حتى يتم بشكل مشترك طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من شريط حدودي في شمال سوريا يمتد نحو 80 كيلومترا على حدود تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الأربعاء لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "في إطار اتفاقنا مع الولايات المتحدة حققنا تقدما فيما يتعلق بفتح قواعدنا لاسيما انجرليك" في إشارة إلى قاعدة جوية رئيسية بالقرب من مدينة أضنة بجنوب البلاد.
وأضاف تشاووش أوغلو أثناء زيارته لماليزيا "نرى أن طائرات أمريكية وطائرات أمريكية بدون طيار تصل وسنشن قريبا سويا معركة شاملة ضد الدولة الإسلامية."
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله يوم الأربعاء إن سوريا تدعم أي جهود للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية إذا جرت بالتنسيق مع دمشق.
وقال المعلم خلال زيارة لإيران "بالنسبة لنا في سوريا لا توجد معارضة معتدلة وغير معتدلة وكل من يحمل السلاح ضد الدولة السورية هو إرهابي." وأضاف أن دمشق أبلغت بوجود قوات معارضة تدربها الولايات المتحدة.
وقال المعلم "الولايات المتحدة اتصلت بنا قبل إدخال هذه المجموعة وقالت إنها لمحاربة داعش (الدولة الإسلامية) وليس الجيش السوري إطلاقا."
وأضاف المعلم "نحن قلنا إننا مع أي جهد لمحاربة داعش وذلك بالتنسيق والتشاور مع الحكومة السورية وإلا فإنه خرق للسيادة السورية."
ويقول دبلوماسيون مطلعون على الخطط إن اغلاق الحدود امام التنظيم والتي يتدفق عبرها المقاتلون والإمدادات قد يغير دفة الحرب.
وأضافوا أن مسلحي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة وعددهم يقل عن 60 فردا سيكونون مسلحين تسليحا جيدا وسيكون بوسعهم طلب الدعم الجوي حين يحتاجونه.
لكن تبقى تحديات كبيرة.
وقالت واشنطن يوم الثلاثاء إن ثمة مؤشرات على أن مقاتلين من المعارضة دربهم الجيش الأمريكي اسروا على ايدي مقاتلي جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وهو ما أبرز هشاشة وضع المجموعة التي نشرت في مسرح المعارك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولا تثق تركيا في وحدات حماية الشعب الكردية السورية -التي ثبت أنها حليف مفيد للولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية- والتي تسيطر على أراض قريبة من حدود تركيا. ولا تريد أنقرة للقوات الكردية أن تتقدم أبعد من نهر الفرات وهو الحد الشرقي "لمنطقة آمنة" مقترحة.
*قوات التحالف
شنت تركيا عددا من الغارات الجوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في شمال سوريا منذ نحو أسبوعين بعد مقتل أحد جنودها بنيران عبر الحدود. كما نفذت أيضا هجمات شبه متزامنة على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
واتهم معارضون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باستغلال الحرب ضد الدولة الإسلامية كستار لوأد المكاسب التي حققها الأكراد وأشاروا إلى أن الغارات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني كانت أشد بكثير من التي استهدفت المتشددين الإسلاميين.
ونفى مسؤولون أتراك أن تكون الحملة ضد الدولة الإسلامية هي مجرد غطاء وقالوا إن الهجوم هو عملية مشتركة مع التحالف ولن يبدأ بهمة إلى أن تكون واشنطن وحلفاؤها مستعدين.
وقال تشاووش أوغلو "هناك دول أخرى داخل التحالف... مهتمة بالمشاركة مثل بريطانيا وفرنسا اما بين دول المنطقة فهناك إمكانية في مشاركة السعودية وقطر والأردن."
وأضاف "الدولة الإسلامية تشكل أكبر خطر على تركيا لأنها على الجانب الاخر من الحدود مباشرة وأيضا بسبب تدفق المقاتلين الاجانب. يجب القضاء عليها."
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق في إطار سعيه لإقامة خلافة إسلامية.
وقال إردوغان إن "المنطقة الآمنة" التي ستتشكل بطرد الدولة الإسلامية ستسمح لنحو 1.7 مليون لاجيء في تركيا بالبدء في العودة إلى بلادهم. وتقول الولايات المتحدة إن هذا ليس الهدف الرئيسي بينما حذرت الأمم المتحدة من تسميتها "المنطقة الآمنة" إلا إذا أمكن ضمان سلامة المدنيين.