🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تزايد الخسائر البشرية الايرانية في سوريا مع تعاظم دور الحرس الثوري

تم النشر 22/12/2015, 14:40
© Reuters. تزايد الخسائر البشرية الايرانية في سوريا مع تعاظم دور الحرس الثوري

من باباك داغنبيشه

بيروت (رويترز) - كانت العربة التي تقل الضابط الايراني البريجادير جنرال حسين حمداني تمر في منطقة على مشارف حلب عصر يوم الثامن من أكتوبر تشرين الأول عندما أطلق عليها مقاتلو الدولة الاسلامية النار.

أصيب حمداني برصاصة في عينه اليسري ومات بعد أن فقد السائق السيطرة على العربة. وأصبح حمداني أرفع قائد في الحرس الثوري الايراني يلقى مصرعه في سوريا حتى الان كما أنه أصبح واحدا من عدد متزايد من العسكريين الايرانيين الذين يفقدون حياتهم في الصراع السوري.

وقد وصف ممثل للزعيم الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري وقائع مقتل حمداني الذي لعب دورا حيويا في المجهود الحربي الايراني في سوريا كما نشر تفاصيله موقع انتخاب الإخباري في منتصف أكتوبر تشرين الأول.

وكان مصرعه حدثا اعتبر بمثابة بداية لتطور جديد في الدور العسكري الايراني في سوريا التي يعتقد خبراء أن طهران أرسلت إليها ما يصل إلى 3000 جندي.

وتوضح حصيلة تم جمعها من مواقع ايرانية أن ما يقرب من 100 مقاتل أو مستشار عسكري من الحرس الثوري من بينهم أربعة على الأقل من كبار القادة قتلوا في سوريا منذ أوائل أكتوبر تشرين الأول.

وهذا العدد يمثل ما يقل قليلا فقط عن مجموع الخسائر البشرية التي مني بها الحرس في سوريا منذ بداية عام 2012.

وقد اجتذبت الحرب السورية قوى متباينة. فقد تحالفت ايران مع روسيا لدعم الرئيس بشار الأسد بينما أيدت السعودية وتركيا وقطر فصائل المعارضة.

وتشن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا غارات في سوريا تستهدف في الأساس تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية.

وأدى الصراع إلى اشتداد حدة التوتر الطائفي في مختلف أرجاء المنطقة إذ سعت ايران لحشد مقاتلين شيعة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان لمقاتلة المعارضة المؤلفة من قوى سنية في الأساس.

ويوم السبت ذكرت تقارير أن غارة جوية اسرائيلية أسفرت عن مقتل أحد قادة حزب الله في دمشق في أحدث هجوم من جانب القوات الاسرائيلية على الجماعة التي تدعمها ايران في سوريا.

وفي حين وافق مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يوم الجمعة على قرار يدعم خططا لبدء عملية سلام في سوريا لاتزال العقبات التي تقف في طريق إنهاء الحرب كبيرة في ظل عجز أي طرف عن تحقيق نصر عسكري حاسم.

* ثمن فادح

ويعد مقتل أفراد في الحرس الثوري مؤشرا على تزايد الدور الايراني في القتال الدائر في سوريا والثمن الفادح الذي يدفعه جنود الحرس لدعم الجيش السوري الذي يعاني تحت وطأة حرب مستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات.

وقال هلال خشان أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت "زاد الايرانيون نطاق مشاركتهم العسكرية المباشرة في الصراع في الغالب للتعويض عن الاستنزاف الشديد بين وحدات الجيش السوري."

واضطر الجيش السوري في الآونة الأخيرة للعب دور ثانوي بينما اضطلعت ايران والميليشيات المتحالفة معها بالدور القيادي في الحرب على المعارضة.

وقال دبلوماسي غربي في بيروت طلب عدم الكشف عن هويته "الجيش العربي السوري مؤسسة محبطة. ثمة عمليات هروب من الخدمة وفرار" من القتال.

وتم توقيت زيادة المشاركة الايرانية في الصراع خاصة في القتال من أجل السيطرة على مدينة حلب بالتنسيق مع بدء حملة القصف الجوي الروسية في أواخر سبتمبر ايلول الماضي.

وقد أبدى الايرانيون التزامهم بالجهد الجديد والعمليات المنسقة على الارض وذلك بارسال قادة كبار مثل حمداني الذي لعب دورا رئيسيا في قمع الاحتجاجات في أعقاب انتخابات الرئاسة عام 2009 في ايران.

وسمح تدفق القوات الايرانية واقترانها بالدعم الجوي الروسي للجيش السوري بكسر حصار قاعدة "كويريس" الجوية في محافظة حلب في أوائل نوفمبر تشرين الثاني غير أن التحالف الجديد لم يحقق فيما عدا ذلك سوى مكاسب إضافية حول حلب.

وفي حين أن حمداني استهدفه تنظيم الدولة الاسلامية فقد لقي معظم من مات من قادة الحرس الثوري في الاونة الأخيرة مصرعهم في القتال.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد تطورات الحرب عن قتلى ايران إنهم "قتلوا في الاشتباكات".

وهذا ليس بالتطور الجديد بالنسبة لايران إذ أن قادة الحرس كانوا يزورون القوات على الخطوط الأمامية بانتظام خلال الحرب الايرانية العراقية في الثمانينات. وكانت تلك الزيارات وسيلة لرفع المعنويات وإظهار الترابط والتلاحم بين القادة والجنود العاديين.

وقال محسن سازجارا الذي شارك في تأسيس الحرس الثوري وأصبح الآن منشقا يعيش في الولايات المتحدة "خلال الحرب الايرانية العراقية كان الوضع هو نفسه فكان ضباط كبار من الحرس الثوري يتوجهون للخطوط الأمامية وكانوا يقتلون في بعض الأحيان."

* الخطوط الأمامية"

من بين القادة الذين عمدوا إلى زيارة الخطوط الأمامية في سوريا قاسم سليماني قائد فيلق القدس المكلف بتنفيذ مهام الحرس خارج الحدود الايرانية.

وفي الشهر الماضي قالت جماعة معارضة ايرانية إن سليماني أصيب بجروح في اشتباكات بالقرب من حلب وذلك رغم أن وسائل الإعلام الايرانية نقلت فيما بعد عنه قوله إنه لم يصب بسوء.

والايرانيون الذين يلقون حتفهم في سوريا الآن ليسوا من فيلق القدس وحده. فمنذ شهور يرسل الحرس الثوري أفرادا من مقاتليه العاديين ليس لهم أي خبرة بالقتال خارج حدود بلادهم وذلك للمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا. ونتيجة لذلك اضطرت مؤسسة الحرس للتكيف مع التطورات.

وقال علي الفونة الباحث الزميل بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والخبير في شؤون الحرس الثوري "الحرس الثوري يغير نتيجة الحرب في سوريا لكن الحرب في سوريا تعمل أيضا على تغيير طبيعة الحرس الثوري."

وأضاف أن "عواقب الحرب في سوريا على الحرس الثوري ضخمة. ففيلق القدس اعتاد أن يكون جزءا صغيرا جدا من الحرس الثوري. وأنتم تشهدون الآن تحول الحرس الثوري إلى فيلق قدس كبير."

وفي الوقت الحالي لا يبدو أن العدد الكبير من الوفيات في فترة قصيرة نسبيا قلل التزام الحرس الثوري بالصراع في سوريا.

وقال خشان "باستطاعة ايران أن تحافظ على المستوى الحالي لمشاركتها في سوريا بل وزيادته. والانسحاب في هذه المرحلة المتقدمة في الصراع سيأتي بنتائج عكسية."

ورغم من سقطوا من قتلى في الاشتباكات في سوريا فلم يحدث رد فعل معاكس على المستوى الشعبي للمشاركة في الحرب أو للحرس الثوري فيما بين الايرانيين العاديين.

ويرجع هذا في جانب كبير منه إلى أن كثيرين تقبلوا إلى حد ما رسالة الحكومة أن تنظيم الدولة الاسلامية الذي هدد بشن هجمات في ايران يمثل خطرا وجوديا.

وقال الفونة "لا أحد يريد سفك دماء ايرانية لانقاذ عرش بشار الأسد لكن الجميع يكرهون الدولة الاسلامية."

© Reuters. تزايد الخسائر البشرية الايرانية في سوريا مع تعاظم دور الحرس الثوري

وأضاف "الشعب فخور بمشاركة أفراد من أسره في القتال بل وفقد حياتهم في مقاتلة قوة مناهضة لايران ومناهضة للشيعة. وهم يعتقدون عموما أنهم مصيبون في هذا الموقف."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.