من عصام عبدالله وكندة مكية وجوليا إدواردز إينسلي
بيروت/دمشق/واشنطن (رويترز) - قالت الحكومة الأمريكية يوم السبت إن بوسع مواطني سبع دول من الشرق الأوسط -منعوا قبل أيام من دخول الولايات المتحدة بناء على أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب- ركوب طائرات متجهة إلى مدن أمريكية بعد حكم قضائي أوقف الأمر التنفيذي.
ومنح الحكم الذي أصدره قاض اتحادي في مدينة سياتل بعض ركاب الشرق الأوسط قدرا من الأمل لكن لم تتضح لديهم إلى متى ستستمر نافذة السفر الجديدة. وندد ترامب بالقاضي الذي أصدر الحكم على تويتر وقال إن القرار سيلغى.
وقال الرئيس إن "رأي ما يسمى بهذا القاضي والذي يؤثر سلبا على إنفاذ القانون في بلدنا سخيف وسيتم التراجع عنه."
وأحدث الأمر التنفيذي الذي قال ترامب إنه ضروري لحماية الولايات المتحدة من الإسلاميين المتشددين فوضى في المطارات بأنحاء العالم وجلب إدانات من جماعات حقوقية وصفته بأنه عنصري وتمييزي.
وقال ترامب على تويتر "المثير للاهتمام أن بعض دول الشرق الأوسط تتفق مع الحظر. هم يعرفون أنه إذا تم السماح لأشخاص بعينهم بالدخول فهذا معناه الموت و الدمار."
وبعد قرار القاضي يوم الجمعة أصبحت الخطوط الجوية القطرية أول شركة تعلن السماح للمسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن بالمغادرة إلى مدن أمريكية طالما يحملون تأشيرات سارية.
وقالت شركات طيران أخرى منها الاتحاد الإماراتية وطيران الإمارات والخطوط الجوية البريطانية وإير فرانس وشركة أيبريا الاسبانية ولوفتهانزا الألمانية إنها ستتخذ نفس الإجراء.
وقال فؤاد شريف وهو عراقي يحمل تأشيرة هجرة كان حرم مع أسرته من السفر إلى نيويورك قبل نحو أسبوع "إنني سعيد للغاية لأننا سنسافر اليوم. أخيرا تحقق ما نريد."
وقال لرويترز "نحن في (وضع) صحيح وقانوني وحتى في ذلك الوقت كنت أشعر بالتفاؤل. كنت على ثقة من أننا سنسافر لم استسلم وكافحت من أجل حقي وحق غيري من الناس."
ومن المقرر أن تغادر أسرته على متن طائرة للخطوط الجوية التركية في وقت لاحق السبت من مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى اسطنبول ومنها إلى نيويورك لبدء حياة جديدة في ولاية تنيسي.
وقال مسؤولون في لبنان والأردن إنهم لم يتلقوا أي قيود فيما يخص حظر السفر المفروض في 27 يناير كانون الثاني.
لكن شركة نرويجيان للطيران منخفضة التكلفة التي تنظم رحلات عبر الأطلسي قالت إنه لا تزال توجد العديد من النقاط غير الواضحة بشأن الموقف القانوني.
*سباق ضد الزمن
أبدى بعض المسافرين في الشرق الأوسط تحفظهم بشأن الأنباء الخاصة بقرار الجمعة الذي قال البيت الأبيض إنه سيطعن عليه في أقرب وقت ممكن.
وقال إبراهيم غيث وهو مصفف شعر فر من دمشق في عام 2013 لرويترز في الأردن "علمنا اليوم أن الإجراءات قد تلغى لكننا لسنا متأكدين إن كان هذا مجرد كلام. إذا تراجعوا عن القرار ستغمر الناس السعادة."
وقال اللاجئ العراقي نزار القصاب لرويترز في لبنان "إذا جمد (القرار) أشكر الله لأنه كان ينبغي أن تكون زوجتي وأولادي في أمريكا حاليا."
وأوضح الرجل البالغ من العمر 52 عاما أنه كان من المقرر أن تسافر عائلته إلى الولايات المتحدة في 31 يناير كانون الثاني وألغيت الرحلة قبل موعدها بيومين وينتظر حاليا اتصالا من مسؤولي الأمم المتحدة المشرفين على قضيته. وقال "كل شيء بيد الله."
وقال مسافران سودانيان إنهما يحاولان السفر في أسرع وقت ممكن خشية إعادة فرض الحظر. ورفض الاثنان الكشف عن اسميها.
وقالت باحثة أكاديمية تبلغ من العمر 31 عاما إنها "في سباق مع الزمن" موضحة أن شركات الطيران الدولية لا تزال ترفض بيعها تذكرة. وتابعت قائلة "الآن سأتنقل من شركة إلى أخرى لأقنعها بقرار المحكمة."
وفي القاهرة قالت مصادر بمطار القاهرة إن شركة مصر للطيران وغيرها من الشركات أبلغت مكاتب بيع التذاكر بقرار القاضي الاتحادي يوم الجمعة وإنها ستسمح للمسافرين الذين تأثروا في السابق بأمر ترامب التنفيذي بحجز رحلات.
لكن بالنسبة لبعض المسافرين الذين غيروا خطط سفرهم بعد الحظر لم يكن حكم القاضي مطمئنا بالدرجة الكافية.
وبدت على جوزفين أبو أصالة التي منعت من دخول الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مع خمسة من أفراد أسرتها التردد في التعبير عن أي أمل في قرار المحكمة مع انتظارها لتوضيح من محاميها.
وقالت لرويترز من دمشق عبر الهاتف "لن أقول عندي أمل أم لا. سأنتظر وأرى ثم أبني آمالي. تركنا المسألة مع المحامين."
ولم تعلم جوزيفين (60 عاما) بقرار ترامب إلا بعد وصولها بالطائرة مع أسرتها إلى فيلادلفيا بتأشيرات أمريكية حصلوا عليها العام الماضي بعد 13 عاما من تقديمهم الطلبات.
* تعليق التأشيرات
وسبب الأمر التنفيذي الصادر في 27 يناير كانون الثاني فوضى في المطارات في أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مع منع مواطنين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن من دخول الولايات المتحدة. وفعليا تم منع كل اللاجئين أيضا مما أحدث انقلابا في حياة آلاف أمضوا سنوات يسعون فيها للحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إنه جرى تعليق نحو 60 ألف تأشيرة في أعقاب أمر ترامب التنفيذي. ولم يتضح إذا كان هذا التعليق أُلغي تلقائيا بعد قرار قاضي سياتل كما لم يتضح ما سيواجهه المسافرون بمثل هذه التأشيرات في المطارات الأمريكية.
ويشمل حكم القاضي جيمس روبارت الذي نظر الدعوى في سياتل بولاية واشنطن أنحاء البلاد. وكان قضاة نظروا دعاوى مشابهة قد أصدروا أحكاما تتعلق بحالات معينة فقط.
وأقامت ولاية واشنطن الدعوى في سياتل وانضمت إليها فيما بعد ولاية مينيسوتا. واعتمدت الدعوى في واشنطن على مزاعم بأن الولاية تضررت من حظر السفر وعلى سبيل المثال الطلبة بجامعات تحصل على تمويل حكومي تقطعت بهم السبل في الخارج. وساندت شركتا أمازون وإكسبيديا ومقرهما واشنطن الدعوى بعد ذلك وأكدتا أن قيود السفر أضرت بأعمالهما.
ورحب حاكم واشنطن جاي إنسلي بالحكم معتبرا إياه انتصارا للولاية وقال "ما من أحد -ولا حتى الرئيس- فوق القانون."
ورحبت جماعات تحتج على الحظر بحكم القاضي.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)