القاهرة (رويترز) - قال شهود عيان ومصادر أمنية إن قوات الأمن المصرية استخدمت الغاز المسيل للدموع وألقت القبض على العشرات لتفريق احتجاجات صغيرة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين لتمنع بذلك ما توقعت جماعات معارضة أن يكون يوما من المظاهرات الحاشدة ضده.
وفي وقت سابق هذا الشهر دعا بضعة آلاف من المصريين- الغاضبين من قرار الحكومة نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة إلى السعودية- إلى اسقاط الحكومة في أكبر احتجاجات منذ أن تولى السيسي السلطة في 2014.
وتحركت قوات الأمن المصرية سريعا يوم الاثنين للحيلولة دون تكرار نفس السيناريو حيث أغلقت طرقا بالقاهرة تؤدي إلى مكان رئيسي بوسط العاصمة دأب المتظاهرون على التجمع فيه وقال شاهد عيان إنها فرقت مسيرة في منطقة الدقي عند انطلاقها.
واعتبر محتجون المسيرات مؤشرا على تزايد المعارضة.
وقالت الناشطة منى سيف "يوجد نوع مختلف من الزخم لم يكن له وجود في العامين الماضيين" مضيفة أن تفريق الاحتجاجات يذكر بالأيام الأولى لانتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وتابعت تقول "كان الناس يلوحون لنا من الشرفات."
وأظهرت لقطات فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج صغير شارك فيه العشرات في حي امبابة. وهتف البعض قائلين "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو شعار يعود إلى اتفاضة 2011.
وحلقت طائرات وطائرات هليكوبتر في سماء القاهرة.
وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية- وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان مقرها القاهرة- إن الشرطة ألقت في الأيام القليلة الماضية القبض على أكثر من 90 شخصا في ثماني محافظات.
وقالت مصادر أمنية إن العشرات اعتقلوا يوم الاثنين في القاهرة وخارجها بينهم ستة في محافظة دمياط الساحلية بشمال البلاد و12 في مدينة المحلة الكبرى الصناعية بدلتا النيل.
وقالت وزارة الداخلية إنه لا يمكنها إعطاء إحصاء فوري بعدد المحتجين المقبوض عليهم.
وتزامنت احتجاجات يوم الاثنين مع عيد تحرير سيناء الذي تحتفل فيه البلاد بانسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء في 1982.
واحتشد قرابة 2000 من أنصار السيسي للمشاركة في احتفالات رسمية بهذه المناسبة عند قصر عابدين ولوحت أسر بلافتات تزينها صورة السيسي وكتبت عليها عبارات تعبر عن الثقة في الرئيس المصري.
وتأتي الاحتجاجات في وقت يواجه فيه السيسي انتقادات متزايدة بسبب موافقة الحكومة المصرية على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.
ويقول مسؤولون سعوديون ومصريون إن الجزيرتين تابعتان للمملكة وإنهما كانتا فقط تحت السيطرة المصرية لأن الرياض طلبت من القاهرة في 1950 حمايتهما.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)