من لين نويهض وأحمد أبو العينين
القاهرة (رويترز) - انتشلت فرق البحث مسجل محادثات قمرة قيادة الطائرة المصرية المنكوبة التابعة لشركة مصر للطيران في انفراجة للمحققين الذين يسعون لمعرفة سبب تحطم الطائرة وسقوطها في البحر مما أدى لمقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا.
وسقطت الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 320 في البحر المتوسط في وقت مبكر من صباح يوم 19 مايو أيار وهي في طريقها إلى القاهرة قادمة من باريس.
ومنذ سقوطها تسابق فرق البحث الزمن لانتشال الصندوقين الأسودين الضروريين لمعرفة ما حدث للطائرة قبل أن يتوقفا عن بث إشارات تحدد موقعهما في غضون نحو أسبوع من الآن.
وقالت لجنة التحقيق المصرية في حادث الطائرة في بيان إن سفينة بحث متخصصة مستأجرة تابعة لشركة ديب أوشن سيرش ومقرها موريشيوس انتشلت الجهاز على عدة مراحل بعدما وجد في حالة تحطم لكنها تمكنت من انتشال وحدة الذاكرة.
وأضافت اللجنة "أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل."
وذكرت اللجنة أن النيابة العامة أمرت بتسليم المسجل إلى لجنة التحقيق الفني لتحليله و"لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات".
وتواصل سفينتان متخصصتان هما جون ليثبريدج و لابلاس البحث عن الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على مسجل بيانات الرحلة. ولم ترصد السفينتان بعد إشارات من الصندوق الأسود الثاني لكنها حددت موقع أجزاء الحطام الرئيسية.
وعادة ما يوضع الصندوقان الأسودان في ذيل الطائرة وبالتالي فالعثور على الحطام وأحد الصندوقين يضيق نطاق البحث.
وقالت لجنة التحقيق يوم الاثنين إن من المتوقع أن يتوقف الصندوقان عن بث الإشارات في 24 يونيو حزيران تقريبا. وسيجعل ذلك مهمة العثور على الصندوق الأسود الثاني أصعب بسبب تحطم الطائرة في موقع يعد من أعمق المناطق في البحر المتوسط حيث يصل عمق المياه إلى نحو 3000 متر.
وبالعثور على كمية محدودة من الحطام وقليل من الأشلاء البشرية -قبل الانفراجة التي حدثت يوم الخميس- لم يكن لدى المحققين في مصر الكثير من الخيوط التي تساعدهم في التحقيق.
وقال المحققون يوم الاثنين إن صور الرادار التي حصلت عليها القوات المسلحة المصرية أكدت تقارير سابقة لبيانات أجهزة رادار يونانية وبريطانية تشير إلى أن الطائرة انحرفت بشدة إلى اليسار ثم 360 درجة إلى اليمين قبل اختفائها من على شاشات الرادار.
وقال مصدر ملاحي إن هذه النتيجة مهمة لأنها تستبعد بشكل ما فرضية سقوط الطائرة بفعل انفجار في الجو.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة لكن مصادر التحقيق قالت إن من المبكر استبعاد أي فرضية بما يشمل الإرهاب.
وبعد العثور على الحطام ستبدأ فرق الإنقاذ في عملية مسح للمنطقة بأكملها بالتوازي مع استخدام جهاز آلي مخصص للعمل في أعماق البحار ومزود بكاميرا وذراع.
وإذا كان مسجل قمرة القيادة في حالة جيدة فسوف يكشف عن محادثات الطيار وعن أي إنذارات في القمرة بالإضافة إلى أدلة أخرى مثل صوت المحرك. لكن خبراء في حوادث تحطم الطائرات يقولون إنه ربما لن يقدم سوى نظرة محدودة للسبب الذي أدى إلى تحطم الطائرة خاصة إذا كان الطاقم في حالة من الارتباك أو لم يتمكن أفراده من تحديد أي عطل فني.
وقال الخبراء إن المحققين ربما سيكونون في حاجة للعثور على الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على بيانات من أنظمة الطائرة وأوضحوا أن العثور عليه سيكون له الأولوية الرئيسية.
وبالإضافة إلى الصندوقين الأسوديين فإن المكونات الأساسية التي يسعى المحققون للوصول إليها تشمل أجهزة الكمبيوتر الخاصة برحلة الطائرة والتي أرسلت رسائل بوجود خطأ إلى جانب أخرى تشير إلى إنذارات بتسرب دخان قبل تحطم الطائرة.
والحادث هو ثالث ضربة لقطاع الطيران المصري منذ أكتوبر تشرين الأول بعد أن تحطمت طائرة روسية فوق سيناء في أكتوبر الماضي مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفي مارس آذار اختطف رجل يرتدي حزاما ناسفا مزيفا طائرة تابعة لشركة مصر للطيران دون أن يتعرض أي شخص من الركاب أو الطاقم للأذى.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أشرف صديق)